للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

النبوة يكون في آخر الزمان، وهذا الذي اتفقوا عليه هو الذي درج التعبير عنه على لسان العامة والخاصة بأنه المهدي، وقد انطبع في أذهان الكثير من العلماء بسبب نصوص تحتاج إلى تحقيق في أسانيدها ولكنها كثيرة أن المهدي ينزل في عهده عيسى عليه الصلاة والسلام فإذا كان الأمر كذلك، فالأمد بيننا وبين المهدي بحسب الظاهر من نصوص أخرى لا زال فسيحًا، لأن هناك بعض ما أخبر عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقع، فمثلاً بيدي يدي نزول المسيح عليه السلام يفتح المسلمون القسطنطينية فتحًا ثابتًا، وتكون القسطنطينية وقت ذاك بيد النصارى، وهي الآن مسلمة وبيد المسلمين، والبشارة بفتح روما مرتبطة في الظاهر بفتوحات عالمية وانتصار عالمي للإسلام، والنصوص الواردة في المهدي وعيسى عليهما السلام لا تدل على مثل هذا كما سنرى من تحقيقات الشيخ أنور الكشميري نفسه.

هذا الكلام كله مبني على أن المهدي يعاصر نزول المسيح ابن مريم عليهم السلام، إلا أن النصوص الواردة في معاصرة المهدي للمسيح تحتاج إلى تحقيق وهناك نصوص في المهدي تحتاج إلى تحقيق كذلك، وبعضها من باب الضعيف، يفهم منها أنه لا ارتباط بين نزول المسيح عليه السلام والمهدي، فعلى هذا الاتجاه يمكن أن نتصور أن الخلافة التي تكون على منهاج النبوة والتي تأتي بعد الملك الجبري كما ورد في بعض النصوص الصحيحة يمكن أن تبدأ بالمهدي أو يكون المهدي واحدًا من سلسلة خلفائها، وقد تكون هذه الخلافة التي تأتي بعد الملك الجبري هي التي يحصل بها انتصار عالمي للإسلام كما ورد في أكثر من حديث كما مر معنا.

وفي كل الأحوال لابد أن ننبه على قضايا:

أولاً: أن دولة اليهود الحالية على كل الاتجاهات في الفهم للنصوص ستنتهي، وليست نهايتها معلقة بنزول المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام، وأن النصوص الواردة في أن الحجر والشجر يدلان المسلم على اليهودي ليقتله ليست واردة في هؤلاء اليهود بل في يهود يقدمون مع الدجال.

ثانيًا: أن العمل من أجل استئناف وجود الخلافة الراشدة فريضة إسلامية شرعية يجب على كل مسلم أن يعمل لها، وتتأكد الفرضية في حق القادرين على ذلك من حكام وعلماء ودعاة، ولا يعجز المسلمون إذا صدق حكامهم وعلماؤهم ودعاتهم أن يوجدوا الصيغ التي

<<  <  ج: ص:  >  >>