للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكم؟ فيأتمرون أن يقتلوه إذا أصبحوا، فيُصبِحون ومعهم عيسى ابن مريم، فيَقتل الدَّجَّال ويهزِم أصحابه. حتى أن الشَّجر والحجر والمَدَر يقول: يا مؤمن هذا يهودي عندي فاقتله.

قال: وفيه ثلاثُ علامات، هو أعور، وربُّكم ليس بأعور. ومكتوبٌ بين عينيه: (كافر)، يقرأُه كلُّ مؤمنٍ أُمِّي وكاتبٍ ولا يثسخَّر له من المطايا إلا الحمار، فهو رِجسٌ على رجسٍ.

ثمَّ قال: أنا لغير الدَّجَّال أخوف ُ عليَّ وعليكم! فقلنا: ما هو؟ قال: فِتَن كأنَّها قِطَع الليل المظلِم. قال: فقلنا: أي الناس فيها خير؟ قال: كلُّ غنيّ خفي. قال: فقلتُ: ما أنا بالغني ولا بالخفي، قال: فكن كابنِ اللَّبُون: لا ظَهْر فيركب، ولا ضَرْعَ فيُحْلَب.

١٠٧٧ - * روى الحاكم عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، ذُكِر عنده الدَّجَّال فقال: يفترق على الناسُ عند خُروجه ثلاثَ فِرقٍ: فِرقة تتبعه، وفِرقة تلْحَق بأرض آبائِها بمنابتِ الشِّيح، وفِرقة تأخذُ شطَّ الفُرات فيُقاتِلُهم ويُقاتِلُونه حتى يَجتمع المؤمنون بقُرى الشَّام، فيَبعثون إليه طلِيعة فيهم فارسٌ على فرسٍ أشقر أو أبلق، فيُقتلُون لا يرجع منهم أحدٌ. ثم إن المسيح عليه السلام ينزل فيقتله.


= (فهو رجس على رجس): أي فهو قذر على قذر.
(خطيب مِصقع): أي كلُّ خطيب بليغ اللسان. ويريد به الخطيب البليغ الذي يُخْدَع ببلاغته وفصاحته العقول والألباب، فيريها الباطل حقّاً والحقُّ باطلاً
(راكب مُوضِع): أي مُسْرِع. ويريد به من يَخفُّ ويُسرِع في الفتنة ونُصرة الباطل وتأييذ دُعاته.
(كل غني خفي): أي كل غني النفس معتزل عن الناس، مُختفٍ عليهم مكانه منقطع إلى العبادة والشغل بأمور نفسه أيام الفتن والأهواء.
(اللبون): الناقة ذات اللبن تُرضِعه ولدها. وابن اللَّبون هو ولدها الصغير الذي مايزال يرضع لبن أمه. فهو لضِغره لا يُمكِن أن يُركَب عليه لقتال ونحوه. ولا أن يكون فيه لبنٌ ليُحلَب فيُتضغَذَّى بلبنه. فيبقى بعيدأ عن أن يُستعان به في أمرٍ من أمور الفتنة. أهـ. من التصريح بما تواتر في نزول المسيح.
١٠٧٧ - المستدرك (٤/ ٤٩٦ - ٤٩٨). وقال: صحيح على شرط الشيْخَين.
ولم يتكلَّم عليه الذهبي بشيء سوى أنه من رواية أبي الزغراء عبد الله بن هانئ. انتهى. ولا شمَّ أن أبا الزعراء ثِقة، كما صرَّح به ف "التهذيب" وغيره، فعدم، فَعدم تخريجهما عنه لا يضُّر بصحَّة الحديث.
قال الشيخ عبد الفتاح أبو غدة: =

<<  <  ج: ص:  >  >>