للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

رجل" أي: كان طلوعه علينا بَيْنَ، أو في أثناء أزمنة كوننا عند النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن بين تقتضي شيئين فصاعدًا، وهذا تأويله هاهنا. وقد يقال في بينما: بينا بحذف الميم تخفيفًا، قال الشاعر:

بَينَا نَحنُ نَرْقُبُهُ أتانَا ... مُعَلّقَ وَفْضَةٍ وَزِنَادَ رَاعِي (١)

ومنها قوله: "ذات يوم" ذات ها هنا تأنيث ذو بمعنى صاحب، أي: بينا نحن في ساعة ذات مرَّة في يوم فحذفت هذه المضافات لوضوح الأمر كما حذفت من قوله:

إذَا أقَامَتَا تَضَوَّعَ المِسْكُ مِنْهُمَا ... نَسِيمَ الصِّبا (٢) ..........

أي: تضوَّع تضوعا مثل تضوع نسيم الصبا.

ومنها قوله: "لا يُرى عليه أثر السفر" هو بضم الياء آخر الحروف من يُرَى على ما لمَّ يسمَّ فاعله، وهو أبلغ من نرى بالنون على تسمية الفاعل ومنها قوله: "أخبرني عن أمارتها" بفتح الهمزة أي: علامتها وربما روي أماراتها على الجمع، يقال: أمارة وأمارات وأمار، نحو ضلالة وضلالات وضلال، من باب ما بين واحده وجمعه حذف الهاء نحو تمرة وتمر. أما الإمارة بكسر الهمزة فالولاية.

ومنها "رَبَّتها" أي: سيدتها ومالكتها تأنيث رَبٍّ وقد سبق معناه.

ومنها "الحفاة" بحاء مهملة جمع حاف وهو الذي لا نعل له. والعُرَاة


(١) البيت لرجل من قيس عيلان ينظر الكتاب لسيبويه ١/ ٨٧ وشرح أبيات سيبويه للسيرافي ١/ ٤٠٥ والوفضة: جعبة السهام، وزناد راعي: الخشبة التي تقدح بها النَّار.
(٢) البيت رقم ٦ من معلقة امرئ القيس.