للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[٤٤٦٩] ومنه حديث عائشة- رضي الله عنها-: (سحر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إنه ليخيل إليه أنه صنع الشيء وما صنعه) تريد: أنه كان يخيل إليه أنه أصابها ولم يكن هناك إصابة.

وفيه: (مطبوب). المطبوب: المسحور، والطب: السحر، قيل: إنهم كنوا به عن السحر كما كنوا بالسليم عن اللديغ، وقيل: إنه من الأضداد يقال لعلاج الداء: طب، وسحر طب، وهو من أعظم الأدواء. قلت: ويحتمل أنهم استعاروا فيه الطبب [٣١٣].

وفيه: (وحفا أثره)، والطبيب هو: الفطن بالشيء الحاذق له. وفيه: (في مشط ومشاطة). المشاطة: ما يشبث من الشعر بالمشط، أو سقط عند الإمتشاط.

وفيه: (وجف طلعة ذكر). الجف: وعاء الطلع، وهو الغشاء الذي على الوليع، ويروى: (في جب طلعة) أي: في جوفها، (وطلعة ذكر) على الإضافة، وأراد بالذكر فحل النخل.

وفيه: (في بئر ذروان). ذروان: موضع، وفي كتاب مسلم: (بئر ذي أروان)، وأراها أصوب الروايتين؛ لأن أروان بالمدينة أشهر من (ذروان). وذو أروان على مسيرة ساعة من المدينة وفيه بني مسجد الضرار.

وفيه: (وكأن نخلها رءوس الشياطين). أراد بالنخل: طلع النخل، وإنما أضافه إلى البئر؛ لأنه كان مدفونا فيها، وأما تشبيه ذلك برءوس الشياطين فلما صادفوه من الوحشة وقبح المنظر، وكانت العرب تعد صور الشياطين من أقبح المناظر؛ ذهابا في الصورة إلى ما يقتضيه المعنى. وقيل: أريد بالشياطين: الحيات الخبيثات العزمات، وأيا ما كان، فإن الإيمان بهذا النظير في الحديث منسوق على [...] الكتاب في التمثيل، قال الله تعالى: {طلعها كأنه رءوس الشياطين}.

<<  <  ج: ص:  >  >>