للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفيه: (وكان بعد القصاص) قصاص- ههنا- المجازاة وإتباع كل عمل بمثله وأخذ القصاص من القصص الذي هو تتبع الأثر، وهو رجوع الرجل من حيث جاء، قال الله تعالى: {فارتدا على آثارهما قصصاً} فالقصاص أن يؤخذ الجاني في السبيل الذي جاء منه فيجرح مثل جرحه، أو يقتل كقتله صاحبه، وذلك يفيد معنى المماثلة والمجازاة، فلهذا استعمال في الحديث بمعنى المماثلة والمجازاة، وجاء قوله: (الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، والسيئة بمثلها) مجيء التفسير للقصاص.

[١٦٤٠] ومنه حديث عامر الرام قال: بينا نحن عنده يعني عند النبي - صلى الله عليه وسلم - (٢/ ب جـ ٢) إذ أقبل رجل عليه كساء وفي يده شيء قد التف عليه ..) الحديث. التف عليه أي رد عليه بثوبه أو كسائه أو ما أشبه ذلك، والأشبه أن يكون لفظ الحديث قد لفف عليه، فإن المستعمل: تلفف في ثوبه ولففت ثوبه، ولفف الشيء ولففته- بالتشديد- إذا أراد المبالغة.

قلت: ومثل هذا الحديث روي عن ابن مسعود- رضي الله عنه- وذكر فيه أنه أخذ أفراخ طائر. فإن كان الحديثان في قضية واحدة فالرجل المذكور في هذا الحديث هو ابن مسعود.

وفيه (مررت يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بغيضة شجر) البغيضة الأجمة وهي مغيض ماء مجتمع ينبت فيه الشجر فيلتف بعضه ببعض، ومنه قيل للشجر الملتف غيضة.

وفيه: (وأبت أمهن إلا لزومهن) أي ألمت بفراخها وأبت أن تفارقهن.

وفيه: (أتعجبون لرحم أم الأفراخ فراخها). الرحم بالضم: مصدر كالرحمة، ويجوز تحريكه، مثل عر وعر، قال زهير:

ومن ضريبته التقوى ويعصمه .... من سيئ العثرات الله والرحم

<<  <  ج: ص:  >  >>