للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله (وكذلك (وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) مع (وَفِصَالُهُ في عَامَيْنِ).

أخبرنا الشيخ أبو عبد اللَّه بن قوام بالسند الماضى إلى أبي مصعب، أنا مالك أنه بلغه أن عثمان أتي بامرأة ولدت لستة أشهر (ح).

وأنبأنا أبو محمد عبد اللَّه بن محمد النيسابوري شفاها، عن أبي الفضل بن قدامة كتابة، عن أبي الحسن بن المقير إجازة إن لم يكن سماعا، عن أبي الفضل بن ناصر، نا أبو القاسم العبدي في كتابه، أنا أبي محمد بن إسحاق، عن أبي محمد بن أبي حاتم، نا أبو سعيد الأشج، نا عبد الرحمن المحاربي، نا محمد بن إسحاق، عن يزيد بن عبد اللَّه بن قسيط، عن بعجة بن عبد اللَّه الجهني، قال: تزوج رجل منا امرأة من جهينة، فولدت لتمام ستة أشهر، فانطلق زوجها إلى عثمان رضي اللَّه عنه، فذكر له ذلك، فبعث إليها، فأتي بها، فرأتها أختها وهي تلبس ثيابها فبكت، فقالت: ما يبكيك؟ فواللَّه ما التبس بي أحد من الخلق غيره، فيفعل اللَّه في ما شاء أن يفعل، فأمر بها عثمان أن ترجم، فأتاه علي رضي اللَّه عنه فسأله عن ذلك، فقال: إنها ولدت لستة أشهر تمامًا، وهل يكون ذلك؟ فقال: أما تقرأ القرآن؟ قال: بلى، قال: أما سمعت اللَّه يقول: (وَحَمْلُهُ وَفصالَهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا) وقال: (وَفِصَالُهُ في عَامَيْنِ) وقال (وَالوَالِدَاتُ يُرْضْعِنْ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْن كَامِلَين) فلم نجد إلا بقي ستة أشهر، فقال عثمان: واللَّه ما فطنت لهذا، فَأمر بردها، فوجدوها قد فرغ منها. قال: فنظر الرجل إلى الولد فإذا هو أشبه به من الغراب بالغراب ومن البيضة بالبيضة، فقال: ابني واللَّه، قال: فابتلاه اللَّه بالقرحة قرحة الأكلة فأكلته حتى مات (٥٥١).

لفظ محمد بن إسحاق، لكن لم يقع في روايته ذكر الآية الوسطى وهي (وَفِصَالُهُ في عَامَيْنِ) وهي في رواية مالك، وسياقه مختصر.


(٥٥١) انظر تفسير ابن كثير (٤/ ١٣٦ و ١٥٧) والمعتبر (ص ١٩٤) ورواه الطبري (٢٥/ ١٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>