للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

اليقين، وشنُّوا عليها غارات التحريف بالتأويلات الباطلات (١)؛ فلا يزال يخرج عليها من جيوشهم المخذولة كَمِين بعد كمين. نزلت عليهم نزول الضيف على أقوام لئام، فعاملوها (٢) بغير ما يليق بها من الإجلال والإكرام. وتلقوها من بعيد ولكن بالدفع في صدورها والأعجاز، وقالوا: ما لَكَ عندنا من عبور، وإن كان [ب/ ق ١٧ ب] لا بد فعلى سبيل المجاز! أنزلوا النصوص منزلةَ الخليفة العاجز في هذه الأزمان، له السكة والخطبة وما له حكم نافذ ولا سلطان. حُرِموا والله الوصول بخروجهم عن منهج الوحي وتضييع الأصول، تمسَّكوا بأعجازٍ لا صدور لها فخانتهم أحرص ما كانوا عليها، وتقطعت بهم أسبابها (٣) أحوج ما كانوا إليها، حتى إذا بُعثر ما في القبور، وحصِّل ما في الصدور تميز (٤) لكل قوم حاصلهم الذي حَصَّلوه، وانكشفت (٥) لهم حقيقة ما اعتقدوه، وقَدِموا على ما قدَّموه، { ... وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر/ ٤٧]، وسقط في أيديهم عند الحصاد لما (٦) عاينوا غلة


(١) في (مط): «الباطلة».
(٢) في (أ، ت، ع): «فقابلوها»، والمثبت أولى.
(٣) في (مط): «أسبابهم».
(٤) في (ب، ت): «وتميز» وزيادة الواو خطأ.
(٥) في (أ، ت)، «وانكشف».
(٦) في (ت): «ما».

<<  <  ج: ص:  >  >>