للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(٥) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} [المؤمنون: ٥ - ٦] " (١).

وقال في موضع آخر عند الكلام على عظم أجر الصائم: "وجاء في الحديث أيضاً: «إن الله تعالى يقول: الصومُ لي وأنا أجزي به» يشيرُ إلى عظم ثوابه لأنه لم يُحِدَّهُ، ولم يوقفْ عليه بشراً فهو من قبيل: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ} [السجدة: من الآية ١٧] " (٢).

[المسألة السادسة: تفسير الحديث بالحديث]

وهذا من أولى ما فُسرت به النصوص الشرعية، لأن الشارع أعلم من غيره بالمراد من النص الشرعي، وعلى هذا سار أئمة الإسلام.

ومثال ذلك قوله عند الكلام على حفظ اللسان والفرج: "عن سهل بن سعد - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من توكَّلَ لي ما بين لَحْيَيْه، وما بين رجليه توكلتُ له بالجنة» أخرجه البخاري ... وقد جاء الحديث: «طوبى لمن أمسكَ الفضل من لسانه» وقد سبق وذلك لأن «كلام ابن آدم كلَّهُ عليه لا له، إلا أمرٌ بالمعروف، أو نهيٌ عن منكر، أو تلاوةُ كتابِ الله» كذا جاء الحديث" (٣).

وقال في موضع آخر: "قوله: «فإن لم تُطق فأمسك لسانك إلا من خير» وهذا من جوامع الخير؛ لأنه قد جاء الحديث «كل كلام ابن آدم عليه لا له إلا أمر بمعروف، أو نهي عن منكر, أو قراءة القرآن» فإذا سَلِمَ الإنسانُ من غائلة اللسانِ سَلِمَ من غائلة الإثم والعصيان كما

قال: «وهل يكبُّ الناس على مناخرهم في نار جهنم إلا حصائد ألسنتهم» " (٤).

وقال في موضع آخر عند الكلام على ترك التهاجر والتشاجر: "عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن


(١) الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة، ص ٥٢ - ٥٣.
(٢) الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة، ص ٨١.
(٣) الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة، ص ٥٢.
(٤) الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة، ص ٢٦.

<<  <   >  >>