للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إلى أن قال:

لكن إذا الأسد الضرغام غاب عن الـ ... ـالعرين تسمع فيه ضبح (١) ثعلبه

كذا الجبان خلا في البر صاح ألا ... مبارز وتغالى في توثبه (٢)

وكان - رحمه الله - يسكن بالمدرسة الحنبلية وفي آخر عمره أقعد فصار الناس يقصدونه بها يقرؤن عليه (٣) حتى توفي رحمه الله رحمة واسعة، وهكذا قضى السرمري حياته حافلة بالتفقه، والإستجازة، والسماع، والتدريس، والإملاء، والتصنيف في علوم شتى نظماً ونثراً، ومدافعاً عن العقيدة الصحيحة، ومنافحاً عن منهج السلف الصالح، ولا غرابة فهو القائل في مطلع اللؤلؤة:

"وبعد فالعلم زين فافن عمرك في ... تحصيل ما اسطعت منه واعص من عذلا" (٤).

[المطلب الثاني: مكانته وثناء العلماء عليه]

لقد تبوّأ الإمام جمال الدين السرمري مكانة رفيعة عند كثير ممن ترجم له، إذ نبغ في علوم شتى، وصنّف في أنواع كثيرة نثراً ونظماً، وخرّج وأفاد وأملى روايةً وعلماً، فخلد الأئمة ذكرَه، وأثنوا عليه ثناء عاطراً.

قال عنه الحافظ ابن ناصر الدين: "الشيخ الإمام العلامة الحافظ البركة القدوة، ذو الفنون البديعة والمصنفات النافعة، جمال الدين، عمدة المحققين ... كان إماماً ثقةً عمدةً زاهداً عابداً محسناً جهده، صنف في أنواع كثيرة نثراً ونظماً، وخرج وأفاد، وأملى روايةً وعلماً ... وكان عمدةً في نقد رجال الحديث وضبطه" (٥).


(١) ضبحَ الثعلبُ ضَبْحاً، وضُبَاحاً: صوَّت. المعجم الوسيط ص ٥٣٣.
(٢) الحمية الإسلامية ص ٧٧.
(٣) انظر: إحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة ص ٦٥ نقلاً عن ترجمة كُتبت على طرة النسخة الخطية، إنباء الغمر (١/ ١٥٠)، الدرر الكامنة (٦/ ٢٤٧)، وجيز الكلام (١/ ٢١٠).
(٤) المقدمة اللؤلؤة في النحو ص ١٨٣، تحقيق: الدكتور عبدالرحمن العثيمين.
(٥) الرد الوافر ص ٢٣٢.

<<  <   >  >>