للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم - والاقتداء بهم وترك البدع ... " (١).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "ثم من طريقة أهل السنة والجماعة اتباع آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - باطنا وظاهراً، واتباع سبيل السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار ... " (٢).

وقال ابن عبدالهادي: "ولايجوز إحداث تأويل في آية أو سنة، لم يكن على عهد السلف ولا عرفوه ولا بينوه للأمة، فإن هذا يتضمن أنهم جهلوا الحق في هذا وضلوا عنه، واهتدى إليه هذا المستأخر، فكيف إذا كان التأويل يخالف تأويلهم ويناقضه ... " (٣).

وقال ابن أبي العز: "وكيف يتكلم في أصول الدين من لا يتلقاه من الكتاب والسنة، وإنما يتلقاه من قول فلان، وإذا زعم أنه يأخذه من كتاب الله لا يتلقى تفسير كتاب الله من أحاديث الرسول ولا ينظر فيها، ولا فيما قاله الصحابة والتابعون لهم بإحسان المنقول إلينا عن الثقات النقلة الذي تخيرهم النقاد، فإنهم لم ينقلوا نظم القرآن وحده، بل نقلوا نظمه ومعناه، ولا كانوا يتعلمون القرآن كما يتعلم الصبيان، بل يتعلمونه بمعانيه، ومن لا يسلك سبيلهم فإنما يتكلم برأيه، ومن يتكلم برأيه وما يظنه من دين الله ولم يتلق ذلك من الكتاب والسنة، فهو مأثوم وإن أصاب ... " (٤).


(١) طبقات الحنابلة (١/ ٢٤١)، لأبي الحسين محمد بن أبي يعلى، تحقيق: محمد حامد الفقي، دار المعرفة، بيروت؛ شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة (١/ ١٧٦)، للإمام اللالكائي، تحقيق: د. أحمد الغامدي، الطبعة الرابعة ١٤١٦، دار طيبة، الرياض.
(٢) مجموع الفتاوى (٣/ ١٥٧).
(٣) الصارم المنكي في الرد على السبكي ص ٣١٨، لابن عبدالهادي، تحقيق: عقيل بن محمد اليماني، الطبعة الأولى ١٤٢٤، مؤسسة الريان، بيروت.
(٤) شرح العقيدة الطحاوية، ص ١١٥.

<<  <   >  >>