للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَسَلَّمَ الصُّبْحَ بِمَكَّةَ فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ -أَوْ ذِكْرُ مُوسَى وَعِيسَى ابْنُ عَبَّاد يَشُكُّ أَوِ اخْتَلَفُوا- أَخَذَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ سَعْلَةٌ فَحَذَفَ فَرَكَعَ» وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ حَاضِرٌ لِذَلِكَ

(ش) (رجال الحديث) (عبد الله بن المسيب) بن أبى السائب بن صيفى بن عابد ابن عبد الله بن عمر بن مخزوم. روى عن ابن عمه عبد الله بن السائب وعمر وابن عمر. وعنه محمد ابن عباد وابن أبي ميكة. ذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب صدوق من كبار الثالثة ووهم من ذكره في الصحابة. روى له مسلم وأبو داود. مات سنة بضع وستين. و (العابدى) نسبة إلى عابد وهو جده الأعلى

(قوله وعبد الله بن عمرو) المحزومي العابدى الحجازى وليس هو بابن العاصى فما وقع في بعض طرق مسلم فيه عن عبد الله بن عمرو بن العاصى فهو وهم كما في تهذيب التهذيب. روى عن عبد الله بن السائب. وعنه أبو سلمة بن سفيان. روى له مسلم وأبو داود

(معنى الحديث)

(قوله صلى بنا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم) أى عام الفتح كما صرح بذلك في رواية النسائى

(قوله فاستفتح سورة المؤمنين الخ) أى افتتح قراءة سورة قد أفلح المؤمنون بعد الفاتحة حتى إذا وصل في قراءته إلى ذكر موسى وهارون. فذكر منصوب على المفعولية. ويحتمل أن يكون مرفوعا على الفاعلية. والمراد بذكر موسى قوله تعالى {ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون} الآية

(قوله أو ذكر موسى وعيسى) وهو قوله تعالى {ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون * وجعلنا ابن مريم وأمه آية}

(قوله ابن عباد يشك أو اختلفوا) الظاهر أن قائل هذا عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج أى يقول ابن جريج إن هذا الشك وقع من محمد بن عباد أو اختلف شيوخه أبو سلمة وعبد الله بن المسيب وعبد الله بن عمرو فقال بعضهم حتى إذا جاء صلى الله عليه وآله وسلم ذكر موسى وهارون وقال بعضهم حتى إذا جاء ذكر موسى وعيسى. وعليه فلا شك في الرواية. وفي مسند أحمد قال روح محمد بن عباد يشك واختلفوا عليه. ولا منافاة بينهما لأن ابن عباد من تلاميذه ابن جريج وروح فرواه أبو داود من طريق الأول ورواه أحمد من طريق الثاني

(قوله أخذت النبى صلى الله عليه وآله وسلم سعلة الخ) وفي رواية ابن ماجه أصابته شرقة. والسعلة بفتح السين أو ضمها وسكون العين المهملتين وفي القاموس السعلة بضم السين حركة تدفع بها الطبيعة أذى عن الرّئة والأعضاء التي تتصل بها اهـ وقال ابن الملك هو صوت يكون من وجع الحلق واليبوسة فيه اهـ وإنما أخذته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم السعلة من البكاء عند تدبر القصة فلم يتمكن من إتمام

<<  <  ج: ص:  >  >>