للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابْنَ عَبَّاسٍ، قَالَ: قُلْتُ لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ: مَا حَمَلَكُمْ أَنْ عَمَدْتُمْ إِلَى بَرَاءَةَ وَهِيَ مِنَ المِئِينَ، وَإِلَى الْأَنْفَالِ وَهِيَ مِنَ المَثَانِي فَجَعَلْتُمُوهُمَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ وَلَمْ تَكْتُبُوا بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَالَ عُثْمَانُ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ مِمَّا تَنَزَّلُ عَلَيْهِ الْآيَاتُ فَيَدْعُو بَعْضَ مَنْ كَانَ يَكْتُبُ لَهُ، وَيَقُولُ لَهُ: «ضَعْ هَذِهِ الْآيَةَ فِي السُّورَةِ الَّتِي يُذْكَرُ فِيهَا، كَذَا وَكَذَا»، وَتَنْزِلُ عَلَيْهِ الْآيَةُ وَالْآيَتَانِ فَيَقُولُ: مِثْلَ ذَلِكَ، وَكَانَتِ الْأَنْفَالُ مِنْ أَوَّلِ مَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ بِالْمَدِينَةِ وَكَانَتْ بَرَاءَةُ مِنْ آخِرِ مَا نُزِّلَ مِنَ الْقُرْآنِ وَكَانَتْ قِصَّتُهَا شَبِيهَةً بِقِصَّتِهَا فَظَنَنْتُ أَنَّهَا مِنْهَا فَمِنْ هُنَاكَ وَضَعْتُهَا فِي السَّبْعِ الطِّوَالِ وَلَمْ أَكْتُبْ بَيْنَهُمَا سَطْرَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.

(ش) (رجال الحديث) (عمرو بن عون) تقدم في الجزء الأول صفحة ١٥٣، وكذا (هشيم) بن بشير صفحة ٢٠١، و (عوف) هو ابن أبى جميلة أبو سهل الهجرى العبدى المعروف بالأعرابي. روى عن أبي رجاء وأبى عثمان النهدى وأنس ومحمد ابني سيرين وعلقمة بن وائل وجماعة. وعنه الثورى وشعبة ومروان بن معاوية وابن المبارك ومعتمر بن سليمان وكثيرون. وثقه أحمد وابن معين والنسائي وابن سعد وقال كان كثير الحديث وقال أبو حاتم صدوق وقال في التقريب ثقة رمى بالقدر والتشيع. توفي سنة ست أو سبع وأربعين ومائة. روى له الجماعة. و (يزيد الفارسى) هو ابن هرمز أبو عبد الله المدني مولى بني ليث. روى عن ابن عباس وأبى هريرة وأبان بن عثمان. وعنه سعيد المقبرى والزهرى وقيس بن سعد والمختار بن صيفى وغيرهم. وثقه أبو زرعة وابن معين وابن سعد والعجلى وقال في التقريب ثقة من الثالثة. مات على رأس المائة. روى له مسلم وأبو داود والترمذى والنسائى وابن ماجه

(معنى الحديث)

(قوله ما حملكم أن عمدتم الخ) وفي نسخة على أن عمدتم أى ما الذى بعثكم على قصدكم براءة فجعلتموها من المئين وهي من الطول لأنها تسع وعشرون ومائة آية عند الكوفيين وثلاثون ومائة آية عند البصريين. والمئون جمع مائة وأصلها مئى بوزن حمل فحذفت لام الكلمة وهي الياء وعوّض عنها الهاء وتجمع مائة أيضا على مئات

(قوله وهى من المثاني) أى من السور التي تنقص آياتها عن المائة وتزيد على المفصل. والأنفال خمس أو ست أو سبع

<<  <  ج: ص:  >  >>