للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(معنى الأثر)

(قوله فقرأ بقل هو الله أحد) وفي نسخة فقرأ قل هو الله أحد أى قرأ عبد الله بن مسعود في صلاة المغرب سورة قل هو الله أحد وما كان يفعل ذلك إلا لعلمه أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يفعله، وروى ابن حبان أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقرأ في صلاة المغرب ليلة الجمعة بقل يا أيها الكافرون وقل هو الله أحد

[باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين]

أى في بيان أنه أيجوز للرجل أن يقرأ سورة في الركعة الأولى ثم يقرؤها في الثانية أم لا فهو على تقدير الاستفهام

(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ، نَا ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرٌو، عَنِ ابْنِ أَبِي هِلَالٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجُهَنِيِّ، أَنَّ رَجُلًا، مِنْ جُهَيْنَةَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ كِلْتَيْهِمَا» فَلَا أَدْرِي أَنَسِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وسَلَّمَ أَمْ قَرَأَ ذَلِكَ عَمْدًا

(ش) (ابن وهب) هو عبد الله. و (عمرو) بن الحارث. و (ابن أبي هلال) هو سعيد الليثى المصرى

(قوله أن رجلا من جهينة أخبره) الضمير البارز المنصوب عائد إلى معاذ والمستتر مرفوع عائد على الرجل ولا يضر الجهل به لأنه صحابى والصحابة كلهم عدول

(قوله إذا زلزلت الأرض) أى سورة إذا زلزلت الأرض أى تحركت واضطربت لقيام الساعة. وتكون عند النفخة الأولى كما يشهد له قوله تعالى "إن زلزلة الساعة شيء عظيم" وقيل تكون الزلزلة عند النفخة الثانية كما يؤيده قوله تعالى "يومئذ تحدّث أخبارها"

(قوله كلتيهما) تأكيد. وأتى به لدفع توهم أنه قرأ بعض السورة في الأولى والبعض الآخر في الثانية

(قوله فلا أدرى أنسى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم الخ) تردّد الصحابي في إعادته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم السورة هل كان ناسيا لكون المعتاد من قراءته أنه كان يقرأ في الركعة الثانية غير ما قرأ به في الأولى فلا يكون مشروعا. أو فعله عمدا لبيان الجواز فتكون الإعادة متردّدة بين المشروعية وعدمها. وإذا دار الأمر بين أن يكون مشروعا أو غير مشروع فحمل فعله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على المشروعية أولى لأن الأصل في أفعاله التشريع. والنسيان على خلاف الأصل. وجوز الصحابي النسيان على النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لقوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فيما سيأتي للمصنف

<<  <  ج: ص:  >  >>