للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ لَمَّا قَدِمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- عُلِّمْتُ أُمُورًا مِنْ أُمُورِ الإِسْلاَمِ فَكَانَ فِيمَا عُلِّمْتُ أَنْ قَالَ لِي "إِذَا عَطَسْتَ فَاحْمَدِ اللهَ وَإِذَا عَطَسَ الْعَاطِسُ فَحَمِدَ اللهَ فَقُلْ يَرْحَمُكَ الله". قَالَ فَبَيْنَمَا أَنَا قَائِمٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- في الصَّلاَةِ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ فَحَمِدَ اللهَ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ الله رَافِعًا بِهَا صَوْتِى فَرَمَانِي النَّاسُ بِأَبْصَارِهِمْ حَتَّى احْتَمَلَنِي ذَلِكَ فَقُلْتُ مَا لَكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَيَّ بِأَعْيُنٍ شُزْرٍ قَالَ فَسَبَّحُوا فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- الصَّلاَةَ قَالَ "مَنِ الْمُتَكَلِّمُ". قِيلَ هَذَا الأَعْرَابِيُّ فَدَعَانِي رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ لِي "إِنَّمَا الصَّلاَةُ لِقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللهِ جَلَّ وَعَزَّ فَإِذَا كُنْتَ فِيهَا فَلْيَكُنْ ذَلِكَ شَأْنَكَ". فَمَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَطُّ أَرْفَقَ مِنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-.

(ش) (رجال الحديث) (محمَّد بن يونس) روى عن زيد بن الحباب وروح بن عبادة ووهب بن جرير وأبى عامر عبد الملك بن عمرو العقدى. وعنه فليح بن سليمان وأبو داود وقال كان ثقة وقال في التقريب ثقة من الحادية عشرة وقال الذّهبى لا يكاد يعرف. و (النسائي) نسبة إلى نساء مدينة بخراسان

(معنى الحديث)

(قوله حتى احتملني ذلك الخ) يعني أغضبنى فعلهم هذا فقلت ما لكم تنظرون

إلى بأعين شزر بضم الشين المعجمة وسكون الزاي في آخره راء مهملة جمع شزراء والشزر النظر عن

اليمين والشمال من غير استقامة فيه

(وقيل) هو النظر بمؤخر العين وأكثر مايكون النظر الشزر في حال

الغضب وإلى الأعداء

(قوله فسبحوا) لا منافاة بين هذه الرواية وما تقدّم من ضربهم على أفخاذهم لاحتمال أنهم سبحوا له ثم ضربوا على أفخاذهم. أو أن بعضهم سبح وبعضهم ضرب على فخذه

(قوله إنما الصلاة لقراءة القرآن الخ) الحصر إضافيّ بالنسبة إلى كلام الناس

(قوله فليكن ذلك شأنك) أي فليكن ما ذكر من القراءة والذكر قولك في الصلاة ولا تتجاوزه إلى كلام الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>