للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول آمين (وظاهر) حديث الباب أن تأمين المأموم متأخر عن تأمين الإِمام فإنه رتبه عليه بالفاء التي للتعقيب فيكون منافيًا لما تفيده الرواية السابقة وغيرها مما فيه أن تأمين المأموم يكون مع تأمين الإِمام

(وأجيب) بأن المراد بقوله إذا أمن الإِمام أي أراد أن يؤمن جمعًا بين الروايات

(قال الجويني) لا تستحب مقارنة الإِمام في شيء من الصلاة غير التأمين اهـ وقيل يؤخذ من الخبرين تخيير المأموم في التأمين مع الإِمام أو بعده

(والأمر) بتأمين المأموم في الحديث للندب عند الجهور. وحكي ابن بزيزة عن بعض أهل العلم وجوب التأمين على المأموم عملًا بظاهر الأمر في الحديث (وبه قالت) الظاهرية على كل مصلّ. أما الإِمام والمنفرد فالتأمين مندوب لهما عند الجهور أيضًا. وحكى المهدي في البحر عن العترة أن التأمين بدعة، واستدل صاحب البحر بحديث معاوية بن الحكم المتقدم وفيه إن هذه الصلاة لا يحل فيها شيء من كلام الناس قالوا والتأمين من كلام الناس لأنه ليس بقراءة ولا ذكر و"يردّ" ما قالوه أحاديث الباب وأشباهها. وأما حديث معاوية المذكور فهو عام مخصوص بأحاديث التأمين. وعلى تقدير أن أحاديث التأمين لا تخصصه فالتأمين داخل في العمومات الدالة على مشروعية الدعاء في الصلاة على أن المراد بكلام الناس في هو تكليمهم والتأمين ليس بتكليم

(قوله قال ابن شهاب وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول آمين) أتى به ردّا على من يقول إن الإِمام لا يؤمن وأوّل قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إذا أمن الإِمام أي أراد للتأمين ولا يلزم من الإرادة التأمين بالفعل. وهو وإن كان مرسلًا لكن يعضده ما تقدم للمصنف من تأمينه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وما تقدم في رواية النسائي عن أبي هريرة

(والحديث) أخرجه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن ماجه ومالك في الموطأ

(ص) حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ رَاهَوَيْهِ أَنَا وَكِيعٌ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي عُثْمَانَ عَنْ بِلاَلٍ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللهِ لاَ تَسْبِقْنِي "بِآمِينَ".

(ش) (رجال الحديث) (إسحاق بن إبراهيم بن راهويه) بن مخلد بن إبراهم الحنظلي المروزي أحد الأئمة. روى عن بشر بن المفضل ووكيع بن الجرّاح وابن عيينة وابن علية وحفص بن غياث وطوائف. وعنه البخاري ومسلم النسائي والترمذي وكثيرون. قال أحمد لا أعرف له نظيرًا بالعراق إمام من أئمة المسلمين وقال النسائي أحد الأئمة ثقة مأمون وقال أبو حاتم العجب من إتقانه وسلامته من الغلط مع ما رزق من الحفظ وقال ابن حبان كان من سادات أهل زمانه فقها وعلما وحفظا وصنف الكتب وفرّع على السنن وذبّ عنها وقمع من خالفها اهـ وأثنى عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>