للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ حَدَّثَهُ عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهَا قَالَتْ كَانَ النَّاسُ يَنْتَابُونَ الْجُمُعَةَ مِنْ مَنَازِلِهِمْ وَمِنَ الْعَوَالِي.

(ش) لعلّ المصنف يري أن الجمعة تجب على من كات خارج العصر مستدلًا بهذا الحديث ولذا ذكره تحت هذه الترجمة لأن لا دليل فيه على الوجوب لأن أهل العوالي كانوا يحضرونها اختيارًا منهم. على أنهم كانوا يأتونها نوبًا فلو كانت واجبة عليهم لحضروها كلهم جميعًا (قال العيني) وقال صاحب التوضيح في حديث الباب ردّ لقول الكوفيين إن الجمعة لا تجب على من كان خارج المصر لأن عائشة رضي الله تعالى عنها أخبرت عنهم بفعل دائم أنهم يتناوبون الجمعة فدلّ على لزومها عليهم "قلت" هذا نقله عن القرطبي وهو ليس بصحيح لأنه لوكان واجبًا على أهل العوالي ما تناوبوا ولكانوا يحضرون جميعًا اهـ (وقال القسطلاني) استدل به على أن الجمعة تجب على من كان خارج المصر وهو يردّ على الكوفيين حيث قالوا بعدم الوجوب "وأجيب" بأنه لو كان واجبًا على أهل العوالي ما تناوبوا ولكانوا يحضرون جميعًا (وقال الحافظ) في الفتح وقال القرطبي فيه ردّ على الكوفيين حيث لم يوجبوا الجمعة على من كان خارج المصركذا قال وفيه نظر لأنه لو كان واجبًا على أهل العوالي ما تناوبوا ولكانوا يحضرون جميعًا اهـ

(رجال الحديث) (عمرو) بن الحارث تقدم في الجزء الثاني صفحة ٤٧. و (عبيد الله ابن أبي جعفر) أبي بكر الفقيه المصري مولى بنى كنانة ويقال مولى بنى أمية. روى عن محمَّد ابن جعفر وأبي الأسود وحمزة بن عبد الله وأبي سلمة ونافع مولى ابن عمر وكثيرين. وعنه عمرو ابن الحارث ويحيي بن أيوب وخالد بن حميد وسعيد بن أبي أيوب وغيرهم. قال أحمد كان يتفقه ليس به بأس ووثقه النسائي وأبو حاتم وابن سعد وقال ابن خراش صدوق وقال ابن يونس كان عالمًا زاهدًا. مات سنة اثنتن أو أربع وثلاثين ومائة

(معنى الحديث)

(قوله كان الناس ينتابون الجمعة الخ) أي يقصدونها مرّة بعد أخري يقال نابه ينوبه نوبًا وانتابه إذا قصده مرّة بعد أخري. وفي رواية يتناوبون بمثناة تحتية وأخري فوقية فنون مفتوحة أي يأتونها على سبيل التناوب فهي مغايرة للرواية الأولى. ويحتمل أن ينتابون بمعنى يتناوبون. وعليه فالروايتان متحدتان في المعنى. والعوالي جمع عالية وهي أماكن وقري شرق المدينة بين أدناها وبين المدينة أربعة أميال وقيل اثنان وقيل ثلاثة وبينها وبين أبعدها ثمانية أميال

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه البخاري مطولًا عن عائشة بلفظ كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم والعوالي فيأتون في الغبار يصيبهم الغبار والعرق فيخرج منهم العرق فأتي

<<  <  ج: ص:  >  >>