للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والغلام قيل اسمه قبيصة المخزومي وقيل باقوم وقيل ميمون واختاره الحافظ

(وظاهر الحديث) أنه صلى الله عليه وآله وسلم أرسل إلى المرأة "وهو لا ينافي" رواية البخاري عن جابر أن المرأة قالت يا رسول الله ألا أجعل لك شيئًا تقعد عليه فإنه صريح في أن المرأة التي بدأته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في شأن المنبر "لاحتمال" أن تكون المرأة عرضت عليه الأمر أولًا ثم أرسل إليها صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بعد لتنجز عمله

(قوله فعملها من طرفاء الغابة) هو شجر من شجر البادية واحده طرفة. وفي رواية للبخاري من أثل الغابة ولا تنافي بينهما لأن الطرفاء كما في القاموس أربعة أصناف منها الأثل. والغابة موضع من عوالي المدينة على تسعة أميال منها وأصلها كل شجر ملتف

(قوله ثم جاء الخ) أي جاء الغلام بالأعواد التي صنعها إلى مولاته فأرسلته بها إليه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فأمر بها فوضعت ها هنا يعني في قبلة مسجده صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم

(قوله صلى عليها وكبر عليها الخ) لم يذكر في هذه الرواية القراءة بعد الإحرام والقيام بعد الرفع من الركوع. وفي رواية للبخاري عن أبي حازم كبر فقرأ وركع ثم رفع رأسه ثم رجع القهقري يعني مشى إلى خلفه محافظة على استقبال القبلة فسجد في أصل المنبر يعني على الأرض قريبًا منه ثم رجع إلى المنبر للقيام عليه

(قوله إنما صنعت هذا الخ) يعني إنما صليت فوق المنبر لتقتدوا بي ولتتعلموا كيفية صلاتي. وفي هذا بيان حكمة صلاته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم على المنبر إذ لو صلي على الأرض لخفي حاله على كثير من المأمومين

(فقه الحديث) دل الحديث على مشروعية اتخاذ المنبر للخطبة لكونه أبلغ في إسماع الناس ومشاهدتهم للخطيب سواء أكان الخطيب خليفة أم لا كما هو مذهب الجمهور خلافًا لمن فرق بين الخليفة وغيره لأنه لا دليل على هذه التفرقة، وعلى جواز ضد تعليم المأمومين أفعال الصلاة بالفعل، وعلى جواز العمل اليسير في الصلاة لمصلحتها، وعلى جواز ارتفاع الإِمام على المأمومين لقصد التعلم

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه البخاري ومسلم والنسائي وابن ماجه ورواه البيهقي من طريق عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه أن نفرًا جاءوا إلى سهل بن سعد قد تماروا في المنبر من أيّ عود هو فقال أما والله إلى لأعرف من أيّ عود هو ومن عمله ورأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أول يوم جلس عليه قال فقلت له يا أبا عباس فحدثنا فقال أرسل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إلى امرأة قال أبو حازم إنه لسماها يومئذ انظري غلامك النجار يعمل لي أعوادًا لأكلم الناس عليها فعمل هذه الثلاث درجات ثم أمر بها رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فوضعت هذا الموضع فهي من طرفاء الغابة

<<  <  ج: ص:  >  >>