للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَلَمْ يَكَدْ يَرْفَعُ ثُمَّ رَفَعَ وَفَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ ثُمَّ نَفَخَ فِي آخِرِ سُجُودِهِ فَقَالَ "أُفْ أُفْ". ثُمَّ قَالَ "رَبِّ أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لاَ تُعَذِّبَهُمْ وَأَنَا فِيهِمْ أَلَمْ تَعِدْنِي أَنْ لاَ تُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ". فَفَرَغَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- مِنْ صَلاَتِهِ وَقَدْ أَمْحَصَتِ الشَّمْسُ وَسَاقَ الْحَدِيثَ.

(ش) (رجال الحديث)

(قوله عن أبيه) هو السائب بن مالك الثقفي أبو يحيى الكوفي. روى عن سعد بن أبي وقاص وعلى وعمار والمغيرة بن شعبة وعبد الله بن عمرو. وعنه ابنه عطاء وأبو إسحاق السبيعي. قال العجلي تابعي ثقة ووثقه ابن معين وقال في التقريب ثقة من الثالثة روى له أبو داود والترمذي وابن ماجه والبخاري في الأدب

(معنى الحديث)

(قوله لم يكد يركع الخ) المراد أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أطال القراءة في القيام وأطال الركوع والرفع منه وكذا السجود

(قوله ثم نفخ في أخر سجوده فقال أف أف) وفي رواية النسائي فجعل ينفخ في آخر سجوده من الركعة الثانية ويبكي الخ، ونفخ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم حزنًا على ما وقع من المخالفات التي هي سبب في الانتقام (وبهذا استدل) أبو يوسف على أن المصلي إذا تأوّه في صلاته لا تفسد. وعامة الفقهاء على أن النفخ في الصلاة يفسدها لأنه من كلام الناس (وأجابوا) عى هذا الحديث بأن النفخ كان جائزًا ثم نسخ

(قوله ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم الخ) أشار به إلى قوله تعالى: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) والمراد أنجز ما وعدتني به واكشف ما نزل بنا من البلاء. وليس قوله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ألم تعدني الخ ناشئا عن عدم تصديقه بوعد الله تعالى بل يمكن أن يكون هذا مبنيًا على تجويز أن يكون وعد الله إياه مشروطًا بشرط كعدم نحالفتهم

(قوله وقد أمحصت الشمس) أي ظهر ضوؤها وانجلت. ويروى انمحصت على المطاوعة وهو قليل في الرباعي. وأصل المحص التخليص ومنه تمحيص الذنوب وإزالتها

(قوله وساق الحديث) أي ذكر السائب بن مالك بقية الحديث، وتمامه كما في رواية النسائي إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله عزّ وجلّ إذا رأيتم كسوف أحدهما فاسعوا إلى ذكر الله والذي نفس محمد بيده لقد أدنيت الجنة مني الخ ما تقدم في حديث جابر قبيل باب من قال أربع ركعات

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه النسائي والطحاوي والحاكم والبيهقي

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ نَا الْجُرَيْرِيُّ عَنْ حَيَّانَ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ

<<  <  ج: ص:  >  >>