للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مواجهين للعدو

(قوله ورجع أولئك إلى مقامهم) يعني رجعت الطائفة الأولى إلى مكانهم الذى صلوا فيه الركعة الأولى

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه الطحاوي والبيهقي. وقال أبو عبيدة لم يسمع من أبيه وخصيف ليس بالقوى اهـ لكن أبو عبيدة ثقة أخرج له البخاري محتجًا به في غير موضع وروى له مسلم وغيره وقال أبوداود كان أبو عبيدة يوم مات أبوه ابن سبع سنين مميزًا اهـ وابن سبع سنين يحتمل السماع والحفظ. وخصيف وثقه أبو زرعة والعجلي وابن معين وابن سعد وقال النسائي صالح

(ص) حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ الْمُنْتَصِرِ أَنَا إِسْحَاقُ -يَعْنِي ابْنَ يُوسُفَ- عَنْ شَرِيكٍ عَنْ خُصَيْفٍ بِإِسْنَادِهِ وَمَعْنَاهُ. قَالَ فَكَبَّرَ نَبِيُّ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وَكَبَّرَ الصَّفَّانِ جَمِيعًا.

(ش) الغرض من ذكر هذه الرواية بيان الفرق بين حديث محمد بن فضيل عن خصيف وبين حديث شريك بن عبد الله النخعي عنه بأن شريكًا ذكر في حديثه أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسم كبر بالصفين جميعًا. ولم يذكره ابن فضيل في حديثه. لكن هذه الرواية أخرجها ابن جرير بسنده إلى شريك عن خصيف عن أبي عبيدة عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم نحوه. يعني نحو حديث عبد الواحد بن زياد عن خصيف وليس فيه فكبر الصفان جميعًا وأخرجها البيهقي معلقة

(ص) قَالَ أَبُو دَاوُدَ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ بِهَذَا الْمَعْنَى عَنْ خُصَيْفٍ

(ش) أي روى حديث ابن مسعود سفيان الثوري عن خصيف بمعنى رواية شريك عنه (وهذه) الرواية وصلها الطحاوي قال حدثنا علي بن شيبة ثنا قبيصة ثنا سفيان ح وحدثنا أبو بكر ثنا مؤمل ثنا سفيان عن خصيف عن أبي عبيدة عن عبد الله قال صلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلاة الخوف في بعض أيامه فصف صفًا خلفه وصفًا موازى العدو وكلهم في صلاة فصلى بهم ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فصلى بهم ركعة ثم قضوا ركعة ثم ذهب هؤلاء إلى مصاف هؤلاء وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء فقضوا ركعة اهـ

فقول سفيان في روايته وكلهم في صلاة بمعنى قول شريك في روايته فكبر الصفان جميعًا. وهذا إن كان ضمير "وكلهم" يرجع إلى الصفين. وأما إن كان يرجع إلى الصف الذي خلف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فليس قول سفيان بمعنى قول شريك. وعليه فلعل شريكًا فهم من قول سفيان المعنى الأول غلطًا فرواه بالمعنى. وهو كان يخطئُ كثيرًا. وقد روى عن خصيف هذا الحديث خمسة. ابن فضيل وعبد الواحد بن زياد وعبد الملك بن الحسين والثوري وشريك

<<  <  ج: ص:  >  >>