للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خالف في ذلك بعض الأصوليين. ولا يستلزم هذا الإثبات أنها رأته يصلي لجواز أن تكون روت ذلك عن غيرها. وقولها إلا أن يجيء من مغيبه يفيد ذلك المطلق بوقت المجيء من السفر. وقولها ما سبح سبحة الضحى قط نفي لرؤيتها كما يدل عليه ما تقدم في رواية الشيخين من قولها ما رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يصلي سبحة الضحى. ولا يستلزم ذلك عدم ثبوته عندها بغير الرؤية. أو هو نفي لما عدا الفعل المقيد بوقت القدوم من السفر وغاية الأمر أنها أخبرت عما بلغها. وغيرها من الصحابة أخبر بما يدل على المداومة وتأكد المشروعية. ومن حفظ حجة على من لم يحفظ ولا سيما أن وجوده صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن عائشة وقت الضحى كان نادرًا كما تقدم

(فقه الحديث) دلّ الحديث على بيان ما كان عليه النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من الشفقة والرأفة بأمته. وعلي أن درء المفسدة مقدم على جلب المصلحة، وعلى أن الرئيس إذا ترك مصلحة لدرء مفسدة لا تحصل بفعل التابع لا يطلب من التابع ترك تلك المصلحة لعدم الموجب للترك بالنسبة له

(والحديث) أخرجه البخاري ومسلم والنسائي والبيهقي

(فوائد تتعلق بصلاة الضحى)

(الأولى) في عددها فقد ورد فيها ركعتان وأربع وست وثمان وثنتا عشرة وهذا كله ذكر في الأحاديث المتقدمة متنًا وشرحًا. وروى فيها عشر ركعات كما جاء عن ابن مسعود مرفوعًا من صلى الضحى عشر ركعات بني الله له ييتًا في الجنة. ذكره العيني علي البخاري. والعمل بكل من هذه الروايات جائز. والحكمة في اختلاف عدد ركعاتها التخفيف على الأمة ليفعل كل ما استطاعه فليتنافس في ذلك المتنافسون "فقد" روى الطبراني في الكبير بإسناد رجاله ثقات عن أبي الدرداء مرفوعًا من صلى الضحى ركعتين لم يكتب من الغافلين ومن صلى أربعًا كتب من العابدين ومن صلى ستًا كفي ذلك اليوم ومن صلى ثمانيًا كتبه الله من القانتين ومن صلى ثنتى عشرة ركعة بني الله له بيتًا في الجنة وما من يوم ولا ليلة إلا لله منّ يمنّ به على عبادة وصدقة وما منّ الله على أحد من عبادة أفضل من أن يلهمه ذكره. وقد روى عن جماعة من الصحابة ومن طرق كما قاله المنذري. وروى البيهقي بسنده إلى عبد الله بن عمر "وفي نسخة ابن عمرو ولعلها الصواب" قال لقيت أبا ذر فقلت يا عمّ أقبسني خبرًا فقال سألت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كما سألتني فقال إن صليت الضحى ركعتين لم تكتب من الغافلين وإن صليتها أربعًا كتبت من المحسنين وإن صليتها ستًا كتبت من القانتين وإن صليتها ثمانيًا كتبت من الفائزين وإن صليتها عشرًا لم يكتب لك ذلك اليوم ذنب وإن صليتها ثنتي عشرة ركعة بنى الله لك بيتًا في الجنة

(الثانية) في وقتها وهو من ارتفاع الشمس قدر رمح إلى الزوال. لما روى البيهقي عن عاصم بن ضمرة

<<  <  ج: ص:  >  >>