للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كان رسول الله صلي الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يصلي في رمضان في غير جماعة عشرين ركعة والوتر فهو ضعيف قال البيهقي تفرد به أبو شيبة إبراهيم بن عثمان وهو ضعيف اهـ فلا يعارض حديث الباب الصحيح

(قوله يصلي أربعًا الخ) أي أربع ركعات بسلام واحد علي الظاهر ويحتمل أنه كان يصليها بتشهدين وسلامين. ويؤيده حديث صلاة الليل مثنى مثنى، وعلى هذا فلا يصلح دليلًا لما قاله أبو حنيفة من أن الأفضل في نفل الليل أن يسلم من أربع ركعات

(قوله فلا تسأل عن حسنهن وطولهن) يعني أنهن في نهاية كمال الحسن والطول مستغنيات عن السؤال عنهن. ويحتمل أنها نهته عن السؤال عن ذلك لأنها لا تقدر على وصفه

(قوله ثم يصلي أربعًا الخ) عبرت بثم لاحتمال أنه كان يفصل بينها وبين الأربع التي قبلها بنوم لقولها أتنام قبل أن توتر. أولأن الأربع الثانية أقل من الأولى في الحسن والطول وإن أخذت حظها منهما

(قوله ثم يصلي ثلاثًا) أي يوتر بهن بسلام واحد "وهو دليل" لما ذهب إليه الحنفية من أن الوتر ثلاث ركعات وغيرها من صلاة الليل

(قوله أتنام قبل أن توتر الخ) الظاهر أنه كان ينام بعد الأربع الثانية قبل أن يوتر فسألته عن ذلك فأجابها بقوله إن عيني تنامان ولا ينام قلبي أي أنه لا ينام عن مراعاة الوقت. وهذا من خصائص الأنبياء. فقد روى البخاري أن الأنبياء تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم، ولذا كان وضوءه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لا ينقضه النوم لعلمه بما يكون منه، ولا يعارضه ما تقدم في حديث التعريس عن عمران بن حصين من أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم نام حتى طلعت الشمس لأن إدراك طلوع الشمس متعلق بالعين لا بالقلب لأنه من المحسوسات

(فقه الحديث) دل الحديث على أن صلاة النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالليل كانت متساوية لا فرق بين رمضان وغيره. وهذا لا ينافي ما تقدم من أنه كان يفتتح صلاة الليل بركعتين خفيفتين ومن أنه كان يصلي بعد الوتر ركعتين خفيفتين لأن ذلك محمول على بعض الأوقات ودل على أن وضوءه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لا ينقض بالنوم وهذا من خصائصه

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه مالك في الموطأ وأحمد البخاري ومسلم والنسائي والطحاوي والبيهقي والترمذي وقال حديث حسن صحيح

(ص) حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ نَا هَمَّامٌ نَا قَتَادَةُ عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ: طَلَّقْتُ امْرَأَتِي فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ لأَبِيعَ عَقَارًا كَانَ لِي بِهَا فَأَشْتَرِىَ بِهِ السِّلاَحَ وَأَغْزُوَ فَلَقِيتُ نَفَرًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَقَالُوا: قَدْ أَرَادَ

<<  <  ج: ص:  >  >>