للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثُمَّ جَلَسَ حَتَّى صَلَّى الصُّبْحَ. قَالَ أَبُو دَاوُدَ: خَفِىَ عَلَيَّ مِنِ ابْنِ بَشَّارٍ بَعْضُهُ.

(ش) (أبو عاصم) الضحاك بن مخلد النبيل تقدم بالأول صفحة ١٣١

(قوله قيامه مثل ركوعه الخ) يعني أنه سوّى في الطول بين القيام والركوع والسجود

(قوله واستن) أي تسوك.

وفي نسخة واستنثر على وزن استفعل من نثر ينثر بالكسر إذا امتخط. وفي النهاية واستنثر أي استنشق الماء ثم استخرج ما في الأنف فينثره اهـ

(قوله ثم قرأ بخمس آيات الخ) الباء زائدة. وفي بعض النسخ الصحيحة ثم قرأ من آل عمران بدون قوله بخمس آيات وهي الموافقة للحديث السابق ونحوه من الأحاديث الكثيرة الصريحة في أنه قرأ عشر آيات من قوله تعالى إن في خلق السموات الخ السورة. وعلى فرض صحة النسخة الأولى فتحمل على أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يقتصر في بعض الأوقات على خمس آيات

(قوله فلم يزل يفعل هذا الخ) أي استمر ينام فيستيقظ ويتوضأ ويقرأ الآيات المذكورة ويصلي ركعتين يسوى فهما بين القيام والركوع والسجود حتى تمت صلاته عشر ركعات

(قوله فصلى سجدة واحدة الخ) يعني صلى ركعة واحدة أوتر بها ما صلى وأذن المؤذن عند فراغه من الوتر فقام صلى الله تعالى عليه وعلي آله وسلم فصلى ركعتين خفيفتين سنة الصبح وجلس بعدهما ولم يضطجع حتى صلى الصبح. فالمراد بالسجدتين سنة الصبح

(قوله خفي عليّ الخ) أي لم أتمكن من سماع بعض الحديث من محمَّد بن بشار فاقتصرت على ذكر ما سمعت

(فقة الحديث) دل الحديث على حرص ابن عباس رضي الله عنهما على معرفة ما كان عليه النبي صلى الله وتعالى عليه وعلي آله وسلم من قيام الليل ليقتدى به. وعلي أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يسلم في صلاة الليل من كل ثنتين. وبه استدل من جوّز الإيتار بركعة واحدة. وفيه دليل على إباحة ترك الاضطجاع بعد الوتر وبعد سنة الصبح

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه محمَّد بن نصر عن الفضل بن عباس قال بت ليلة عند النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم انظر كيف يصلي فقام إلى قربة معلقة فتوضأ ثم صلى ركعتين ركعتين حتى صلى عشر ركعات ثم سلم ثم قام فصلى سجدة فأوتر بها ونادى المنادى عند ذلك. قال محمَّد بن نصر فجعل "يعني كريبًا مولى ابن عباس" هذه الرواية عن الفضل بن عباس والناس إنما رووا هذا الحديث عن عبد الله بن عباس وهو المحفوظ عندنا اهـ

ورواه مسلم وغيره بذكر ابن عباس. وهو عند الإطلاق ينصرف إلى عبد الله. ولم يذكر رواية كريب عن الفضل إلا المصنف ومحمد بن نصر وعلى فرض صحتها فيحمل على أن القصة وقعت لكل منهما

<<  <  ج: ص:  >  >>