للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ش) (ابن أبي عدي) هو محمَّد تقدم بصفحة ١٠ من الثالث. و (شعبة) بن الحجاج تقدم بالأول صفحة ٣٢. (الحكم) بن عتيبة تقدم بصفحة ١٢٥ من الثاني

(قوله فصلى أربعًا الخ) قال الحافظ في الفتح قد حمل محمَّد بن نصر هذه الأربعة على أنها سنة العشاء لكونها وقعت قبل النوم. لكن يعكر عليه ما رواه هو من طريق المنهال بن عمرو عن علي بن عبد الله ابن عباس وفيه فصلى العشاء ثم صلى أربع ركعات بعدها حتى لم يبق في المسجد غيره ثم انصرف فإنه يقتضي أنه صلى الأربعة في المسجد لا في البيت اهـ

وقد يقال إن هذا لا يعكر على حملها على سنه العشاء لاحتمال تعدد الواقعة وأن رؤية ابن عباس الأربع التي صلاها في المسجد كانت في ليلة غير الليلة التي نام فيها عند خالته ميمونة. ويحتمل أن يراد بالأربع أربع شفعات أي ثمان ركعات فتكون من قيام الليل

(قوله فصلى خمسًا الخ) أوتر بهن بتشهد وسلام واحد كما تدل عليه الرواية الآتية ومقتضى هذه الرواية أنه اقتصرعلي الخمس بعد النوم. ومقتضى الرواية السابقة أنه اقتصر على خمس أوسبع، وهو مشكل فإن أكثر الروايات على أن صلاته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالليل إحدى عشرة أو ثلاث عشرة ركعة. ويمكن دفع الإشكال بأن الرواية السابقة عن الحكم ابن عتيبة عن سعيد وقع فيها اختصار لما رواه النسائي من طريق يحيى بن عباد عن سعيد بن جبير فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثمان ركعات ثم أوتر بخمس لم يجلس بينهن. وهو الحديث الآتي للمصنف. ويوافقه ما في هذا الحديث "حديث شعبة عن الحكم" أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلى العشاء ثم جاء فصلى أربعًا ثم نام ثم قام يصلي فصلى خمسًا إن أريد من قوله فصلى أربعًا أربع شفعات أي ثمان ركعات. وبضمها إلى الخمس تكون ثلاث عشرة ركعة وقوله سمعت غطيطه أو خطيطه بالشك فيهما.

والخطيط بفتح الغين المعجمة وكسر الطاء المهملة الصوت الذي يخرج مع نفس النائم. والخطيط بالخاء المعجمة كالغطيط وزنًا ومعنى قاله الداودي. وفي العباب وخط في نومه خطيطًا غطّ اهـ

وقال في النهاية الخطيط قريب من الغطيط اهـ

وبهذا تعلم بطلان قول القاضي أنه بالخاء المعجمة وهم. ولعله تبع في ذلك قول ابن بطال لم أجده بالخاء في كتب اللغة

(قوله فصلى ركعتين الخ) الظاهر أنهما سنة الصبح. وقوله فصلى الغداة أي صلاة الصبح

(والظاهر) أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم خرج لصلاة الصبح بلا إعادة وضوء بعد النوم. ويؤيده ما في رواية للشيخين من طريق مخرمة عن كريب عن ابن عباس من قوله ثم نام حتى نفخ وكان إذا نام نفخ ثم أتاه المؤذن فخرح فصلى ولم يتوضأ اهـ

وذلك لأن نومه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لا ينقض وضوءه. وهذا من خصائصه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لأن عينيه تنامان ولا ينام قلبه فلو خرج منه حدث لأحسّ به بخلاف غيره

(فقه الحديث) دل الحديث علي فضل ابن عباس وحرصه مع صغر سنه علي معرفة أحوال

<<  <  ج: ص:  >  >>