للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ش) الظاهر أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يصلي عشر ركعات بخمس تسليمات ثم يوتر بواحدة ويصلي ركعتي الفجر. ويحتمل غير ذلك من الكيفيات السابقة

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه مسلم والبخاري من طريق القاسم بن محمَّد عن عائشة قالت كان النبي صلي الله تعالى عليه وعلي آله وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة منها الوتر وركعتا الفجر

(ص) حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ وَجَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ يَزِيدَ الْمُقْرِئَ أَخْبَرَهُمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ رَبِيعَةَ عَنْ عِرَاكِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى الْعِشَاءَ ثُمَّ صَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ قَائِمًا وَرَكْعَتَيْنِ بَيْنَ الأَذَانَيْنِ وَلَمْ يَكُنْ يَدَعُهُمَا. قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُسَافِرٍ فِي حَدِيثِهِ: وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسًا بَيْنَ الأَذَانَيْنِ زَادَ: جَالِسًا.

(ش) (قوله عن عراك بن مالك عن أبي سلمة) هكذا في سند البخاري. وقد رواه الليث عن يزيد بن أبي حبيب عن جعفر بن ربيعة عن أبي سلمة بإسقاط عراك كما في سند أحمد والنسائي. فكأن جعفرًا أخذه عن أبي سلمة بواسطة عراك وبدونه. لكن الأول هو الأصح فقد قال الطحاوي لا نعلم لجعفر عن أبي سلمة سماعًا

(قوله ثم صلى ثماني ركعات قائمًا) لم يذكر في الحديث الوتر والركعتين اللتين كان يصليهما صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بعد الوتر. ولعل ذلك سقط من بعض الرواة فقد روى مسلم والنسائي من طريق يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة أنه سأل عائشة عن صلاة رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالليل قالت كان يصلي ثلاث عشرة ركعة يصلي ثمان ركعات ثم يوتر ثم يصلي ركعتين وهو جالس فإذا أراد أن يركع قام فركع ويصلي ركعتين بين الأذان والإقامة في صلاة الصبح. وفي رواية البخاري بإسقاط الوتر وإثبات الركعتين بعده

(قوله وركعتين بين الأذانين الخ) أي بين الأذان والإقامة وهما سنة الصبح ولم يكن يتركهما أبدًا كما في رواية البخاري. وهو يدل على تأكدهما ولذا قيل بوجوبهما كما تقدم

(قوله زاد جالسًا) أي زاد جعفر في روايته قوله جالسًا أي صلى ركعتين بين الأذانين جالسًا. أما نصر بن علي فلم يذكر في روايته جالسًا. وليس أيضًا في رواية البخاري ومسلم والنسائي كما علمت. فزيادته وهم من جعفر. ولعل الأصل كما في رواية البخاري وصلى ثمان ركعات وركعتين جالسًا وركعتين بين النداءين فاشتبه الأمر علي جعفر.

<<  <  ج: ص:  >  >>