للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هل كان يخص شيئًا من الأيام الخ) يعني هل كان صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يخص وقتًا من الأوقات بشيء من الطاعات قالت لا أي كان لا يخص شيئًا من الأيام بعمل من الطاعات دائمًا ولا راتبًا. لكن يخص منه شهر شعبان فإنه كان يخصه بصيام أكثره "فعن أسامة" قال قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من المشهور ما تصوم من شعبان قال ذلك شهر يغفل عنه الناس بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم أخرجه النسائي.

وخص منه أيضًا صوم الاثنين والخميس فقد كان النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يتحرى صيامهما "ففي الحديث" عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يتحرى صيام يوم الاثنين والخميس. أخرجه الترمذي والنسائي وسيأتي للمصنف في كتاب الصيام وصححه ابن حبان. ولعل عائشة لم تستثن ذلك لأنها فهمت من حال السائل أن مراده بالأيام الثلاثة من كل شهر فكأنه لما سمع أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يصومها ورغب في صيامها سأل عائشة هل كان يخصها بالبيض فقالت لا كان عمله ديمة تعني لو جعلها البيض لتعينت وداوم عليها لأنه كان يحب أن يكون عمله دائمًا لكن أراد التوسعة بعدم تعيينها فكان لا يبالي من أي الشهر صامها "فعن معاذة العدوية" قالت سألت عائشة أكان النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام قالت نعم قلت من أي أيام الشهر كان يصوم قالت لم يكن يبالي من أي الأيام يصوم أخرجه مسلم والترمذي وسيأتي للمصنف في كتاب الصيام

(قوله كان عله ديمة) بكسر أوله وسكون ثانيه أي دائمًا مستمرًا. والديمة في الأصل مطر يدوم أيامًا ثم أطلقت على كل شيء مستمر. ولا يعارض هذا الحديث أخرجه الستة عن عائشة قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم، الحديث، ونحوه عن ابن عباس عند الشيخين والمصنف. لإمكان الجمع بأن قولها كان عمله ديمة معناه أن اختلاف حاله في الإكثار من الصوم ثم من الفطركان دائمًا مستمرًا

(من أخرج الحديث أيضًا) أخرجه الشيخان والبيهقي والترمذي في الشمائل

(باب تفريع أبواب شهر رمضان)

أي باب تفصيل عدة أحكام متعلقة بشهر رمضان. ورمضان اسم للشهر المعروف وهو من الرمض بفتح الميم شدّة الحر سمي بذلك لأنهم لما نقلوا أسماء المشهور من اللغة القديمة وسموها بالأزمنة التي وقعت فيها وافق هذا الشهر شدّة الحر. وقيل سمى بذلك لأنه يرمض الذنوب ويحرقها

<<  <  ج: ص:  >  >>