للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

من خصائص أفعال القلوب

(قوله أسجد من صبيحتها) أي في صبيحة ليلة القدر

(قوله والتمسوها في كل وتر) أي من العشر وخص الوتر بالذكر مع دخوله في العشر لأنه أرجى لياليها كما أن أرجى العشر السبع الأواخر منها كما يدل عليه الحديث الآتي فلا تنافي بين الأحاديث

(قوله فمطرت السماء من تلك الليلة) أي في تلك الليلة التي رأى فيها أنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين. ومطرت بفتحتين

(قوله وكان المسجد على عريش) يعني على هيئة عريش وهو بيت سقفه من أغصان الشجر والجريد وجمعه عرش بضمتين مثل بريد وبرد. وفي رواية للبخاري من طريق همام وكان سقف المسجد جريد النخل وما نرى في السماء شيئًا فجاءت قزعة فأمطرنا فصلى بنا صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم حتى رأيت أثر الطين والماء على جبهة رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وأرنبته تصديق رؤياه

(قوله فوكف المسجد) أي سال ماء المطر من سقفه، ففيه إسناد ما للحال للمحل

(قوله فأبصرت عيناي) مراده أنه رأى رؤية لا شك فيها. وذكر العينين للتوكيد لأن الأبصار لا يكون إلا بهما على حد قوله أخذت بيدي لأن الأحذ لا يكون عادة إلا باليد

(قوله وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين) جملة حالية. وفي رواية مالك في الموطأ فأبصرت عيناي رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم انصرف وعلى جبهته ألخ

(قوله من صبيحة إحدى وعشرين) أي أبصرته في صبيحة ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي رأى أنها ليلة القدر. وفي رواية فنظرت إليه وقد انصرف من صلاة الصبح ووجهه وأنفه فيهما الماء والطين تصديق رؤياه

(فقه الحديث) دل الحديث على مشروعية الباعث الاعتكاف وتأكده في العشر الأواخر من رمضان واستحباب إحياء لياليها. وعلى أن ليلة القدر تكون ليلة إحدى وعشرين. وعلى جواز النسيان عليه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لكنه في غير الأحكام وفي الأحكام بعد تبليغها وتقدم بيانه. وعلى الترغيب في العمل بالأفضل وتحصيل الأكثر ثوابًا. وعلى جواز السجود على الطين، وقد حمله الجمهور على الخفيف. وعلى استحباب ترك مسح الجبهة في الصلاة من أثر التراب ونحوه. وعلى أنه ينبغي أن يكون السجود على الجبهة والأنف جميعًا. وتقدم بيانه صفحة ٣٤٥ من الجزء الخامس

(والحديث) أخرجه أيضًا مالك في الموطأ والبخاري ومسلم والنسائي ومحمد بن نصر

(باب آخر)

وفي أكثر النسخ إسقاط الباب. والأولى إثباته لأن الحديث على إسقاطه لا يناسب الترجمة الأولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>