للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) وروى أحمد عن صعصعة بن معاوية أنه أتى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقرأ عليه الآية فقال حسبي لا أبالي أن لا أسمع من القرآن غيرها. وروى البخاري ومسلم عن أبي هريرة سئل رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن الحمر أي عن صدقها قال لم ينزل عليّ فيها شيء إلا هذه الآية الجامعة الفاذة وتلا صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قوله تعالى ف (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ) الخ والفاذة المنفردة في معناها

(قوله أفلح الرويجل) أي فاز بالخير الكثير والرويجل تصغير رجل على غير قياس أوتصغير راجل أي ماش على رجليه, وهوتصغير تعظيم لقوة إدراك الرجل وبعد نظره

[باب في عدد الآي]

أي في عدد آي السورة التي تشفع لمن قرأها

(ص) حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ أَنَا شُعْبَةُ أَنَا قَتَادَةُ عَنْ عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- قَالَ "سُورَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ ثَلاَثُونَ آيَةً تَشْفَعُ لِصَاحِبِهَا حَتَّى يُغْفَرَ لَهُ {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ} ".

(ش) (رجال الحديث)

(قوله عباس الجشمي) يقال اسم أبيه عبد الله. روى عن أبي هريرة وعثمان. وعنه قتادة بن دعامة وسعد الجريري, ذكره ابن حبان في الثقات وقال في التقريب مقبول من الثالثة. روى له أبو داود والنسائي وابن ماجة والترمذي هذا الحديث لا غير والجشمي نسبة إلى جشم بضم الجيم وفتح المعجمة قرية من قرى بيهق من أعمال نيسيابور بخراسان

(معنى الحديث)

(قوله تشفع لصاحبها) يعني لمن واظب على قراءتها, ونسبة الشفاعة للسورة على حقيقتها كما يؤيده ما أخرجه محمَّد بن نصر. القرآن شافع مشفع. ويحتمل أن يكون المراد أن قراءتها سبب في نجاة قرائها وشفاعته صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم له فإسناد الشفاعة إليها مجاز

(قوله حتى غفر له) أي يغفر له فعبر بالماضى عن المضارع لتحقق الوقوع

(قوله تبارك الذي بيده الملك) خبر لمبتدأ محذوف أي تلك السورة تبارك الذي بيده الملك. وفي ذكر السورة مبهمة ثم تعيينها تفخيم لها وتعظيم لشأنها

(وبالحديث) استدل من قال البسملة ليست آية من السورة كالحنفية والمالكية لأن كونها ثلاثين آية إنما يصح على أنها ليست آية منها

(وفيه) دلالة على مزيد فضل هذه السورة وعظم قدرها والحث على المواظبة على قراءتها. وقد جاء في فضلها أحاديث أخر. منها ما أخرجه الطبراني وابن مردويه بسند جيد عن ابن مسعود قال من قرأها في ليلة فقد أكثر وأطيب. وما أخرجه الطبراني والحاكم وابن مردويه وعبد بن حميد في مسنده واللفظ له عن

<<  <  ج: ص:  >  >>