للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النسائي بأن كونها توبة وشكرا لا ينافي كونها سجدة تلاوة وعزيمة لأن العبادات كلها شكر لله تعالى, قال الطحاوي بعد كلامه السابق فعلم من هذا أن السجدة ها هنا ليست لمجرد الشكر بل للتلاوة والشكر جميعًا ولا يستلزم كونها شكرًا أن لا تكون للتلاوة لعدم المنافاة بينهما اهـ

وقالوا العمل بفعل النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مقدم على العمل بقول ابن عباس. على أن حديث النسائي ضعفه البيهقي كما ذكره الزيلعي فلا تقوم به حجة

(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد والبخاري والبيهقي والترمذي وقال حديث حسن صحيح.

(ص) حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ نَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو -يَعْنِي ابْنَ الْحَارِثِ- عَنِ ابْنِ أَبِي هِلاَلٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ قَرَأَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ

(ص) فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ نَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ فَلَمَّا كَانَ يَوْمٌ آخَرُ قَرَأَهَا فَلَمَّا بَلَغَ السَّجْدَةَ تَشَزَّنَ النَّاسُ لِلسُّجُودِ فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِنَّمَا هِيَ تَوْبَةُ نَبِيٍّ وَلَكِنِّي رَأَيْتُكُمْ تَشَزَّنْتُمْ لِلسُّجُودِ". فَنَزَلَ فَسَجَدَ وَسَجَدُوا.

(ش) (ابن أبي هلال) هوسعيد تقدم بالثالث ص ٢٠٦

(قوله فلما بلغ السجدة) أي لما وصل في القراءة آية السجدة وهي قوله وخر راكعًا وأناب نزل عن المنبر فسجد وهي وإن جاءت بلفظ الركوع إلا أن المراد منه السجود كما ذكره المفسرون. وسجد النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وإن كانت الآية حكايته عما وقع من داود لأنه صلى الله تعالى عيله وعلى آله وسلم مأمور بالاقتداء به وبغيره من الأنبياء بقوله تعالى فبهداهم اقتده. وروى البخاري من طريق العوام بن حوشب قال سألت مجاهدًا عن سجدة

(ص) فقال سألت ابن عباس من أين سجدت فقال أو ما تقرأ ومن ذريته داود وسليمان, (أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ) , فكان داود ممن أمر نبيكم صلى الله تعالى عيله وعلى آله وسلم أن يقتدى به فسجدها داود فسجد رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم

(قوله تشزن الناس للسجود) أي تهيؤا وتأهبوا له. والشزن القلق يقال بات فلان على شزن أي قلق يتقلب من جنب إلى جنب

(قوله إنما هي توبة نبي) أي سجدة توبة نبي لا سجدة تلاوة. وبهذا استدل الشافعي على أن السجدة في

(ص) ليست سجدة تلاوة لأن سبب سجوده في المرة الثانية تهيؤهم للسجود.

ويؤخذ من هذا

<<  <  ج: ص:  >  >>