للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بصدده. وقد ورد في فضل هاتين السورتين أحاديث أخر.

منها ما أخرجه مسلم عن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ألم تر آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط؟ قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس.

ومنها ما أخرجه ابن حبان في صحيحه عن عقبة قال قلت يا رسول الله اقرئني آيا من سورة هود وآيا من سورة يوسف فقال النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "يا عقبة بن عامر إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله ولا أبلغ عنده من أن تقرا قل أعوذ برب الفلق فإن استطعت أن لا تفوتك في الصلاة فافعل"

ومنها ما أخرجه النسائي وابن حبان عن جابر بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم اقرأ يا جابر فقلت بأبي أنت وأمي وما أقرأ قال قل أعوذ برب الفلق وقل أعوذ برب الناس فقرأتها فقال اقرأ بهما ولن تقرأ بمثلهما

(والحديث) أخرجه أيضًا البيهقي

[باب كيف يستحب الترتيل في القراءة]

أي التأني في القراءة وإتقانها: يقال رتل في القراءة إذا تأنى فيها وتمهل وبين حروفها وحركاتها وفي بعض النسخ "باب استحباب الترسل في القراءة" وفي بعضها "باب في ترتيل القرآن"

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا يَحْيَى عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ عَنْ زِرٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "يُقَالُ لِصَاحِبِ الْقُرْآنِ اقْرَأْ وَارْتَقِ وَرَتِّلْ كَمَا كُنْتَ تُرَتِّلُ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَنْزِلَكَ عِنْدَ آخِرِ آيَةٍ تَقْرَؤُهَا".

(ش) (يحيى) القطان. و (سفيان) الثوري. و (زر) بن حبيش تقدم بالثاني ص ٣٢

(قوله يقال لصاحب القرآن الخ) يعني حافظه كله أو بعضه العامل به المتأدب بآدابه. ويقال له ذلك عند دخول الجنة وتوجه العاملين إلى مراتبهم فيها على حسب أعمالهم

(قوله وارتق) أي اصعد في درجات الجنة أو مراتب القرب بقدر ما حفظته من عدد آيات القرآن. فقد روى البيهقي في الشعب عن عائشه أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال عدد درج الجنة عدد أي القرآن ومن دخل الجنة من أهل القرآن فليس فوقه درجه, قال مشاهير القراء إن عدد آيات القرآن سته آلاف آية ومائتان وست وثلاثون آية, وقيل سته آلاف وستمائه وست وستون آية, وقيل درج الجنة على عدد حروف القرآن. وحروفه ألف ألف وخمسه وعشرون ألفًا كما قاله بعض المفسرين

(قوله ورتل كما كنت ترتل في الدنيا) أي رتل في قراءتك في الجنة كترتيلك في

<<  <  ج: ص:  >  >>