للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما صلى الخ) أي كانت صلاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونومة متساويين، وروى محمَّد بن نصر عن عبد الرحمن بن عوف عن رجل من أصحاب النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أنه رمق رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في بعض أسفاره ينظر كيف يصلي: فنام رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ساعة من الليل ثم ذهب فقعد ونظر في السماء ثم تلا هذه الآيات من سورة آل عمران "إن في خلق السموات والأرض" حتى انتهى إلى خمس آيات منها ثم استاك وتوضأ ثم صلى ساعة من الليل ثم نام ساعة من الليل، ثم ذهب مرة أخرى فنظر في السماء ثم تلا تلك الآيات ثم استاك ثم توضأ ثم صلى فعل ذلك ثلاث مرات. وهذه الكيفية كانت تقع في بعض الاحيان، فلا ينافي أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم كان يقع منه كيفيات أخر. فقد روى ابن نصر عن يعلي بن مملك أنه سأل أم سلمة عن صلاة النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بالليل فقالت كان يصلي العشاء الآخرة ثم يسبح ثم يصلي بعد ما شاء الله من الليل ثم ينصرف فيرقد مثل ما يصلي ثم يستيقظ من نومته تلك فيصلي مثل ما نام وصلاته تلك الآخرة تكون إلى الصبح، ففي هذه الرواية أنه نام مرة واحده وصلى مرتين بخلاف حديث الباب ففيه أنه تكرر منه النوم والصلاة مرتين، وتقدم تمام الكلام على ذلك في (باب في صلاة الليل) بالسابع

(قوله ونعتت قراءته) أي وصفتها والنعت وصف الشيء بما فيه من الحسن، ولا يقال في القبح إلا بتكلف بخلاف الوصف فيقال في الحسن والقبيح

(قوله فإذا هي تنعت قرائته حرفًا حرفًا) أي تبين أنه صلى الله عليه وعلى اله وسلم كان يقرأ القرآن بالتأني والترتيل بحيث يتمكن السامع من عد الحروف حرفًا حرفًا، وفي رواية النسائي قراءة مفسرة حرفًا حرفًا أي مرتلة ومميزة تمييزًا تامًا، أو المراد بالحرف الجملة أي أنه كان يراعي الوقوف بعد تبيين الحروف، ويؤيده ما رواه ابن نصر عن عائشة أنها قالت كان رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى اله وسلم إذا قرأ يقطع قراءتة آية آية بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمد الله رب العالمين، ويحتمل أن أم سلمة قرأت للسائل قراءة تحكي بها قراءة رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم.

(وفي الحديث) دلالة على استجاب التأني في القراءة وعدم الإسراع فيها لأن ذلك زينة القرآن الذي يتمكن القارئ من التدبر في معاينة، فقد روى ابن منصور أن علقمة قرأ على ابن مسعود فكان حسن الصوت فكأنه عجل قال رتل فداك أبي وأمي فإنه زين القرآن

(والحديث) أخرجه أيضًا ابن نصر والبيهقي والنسائي والترمذي وقال حديث صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ليث بن سعد عن ابن أبي مليكة عن يعلي بن مملك

(ص) حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عُمَرَ نَا شُعْبَةُ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ

<<  <  ج: ص:  >  >>