للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

-صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "سَيَكُونُ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ". فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ إِنْ أُعْطِيتَ الْجَنَّةَ أُعْطِيتَهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الْخَيْرِ وَإِنْ أُعِذْتَ مِنَ النَّارِ أُعِذْتَ مِنْهَا وَمَا فِيهَا مِنَ الشَّرِّ.

(ش) (رجال الحديث) (يحيى) القطان و (زياد بن مخراق) المزني مولاهم أبو الحارث البصري. روى عن ابن عمر ومعاوية بن قرة وغيرهم. وعنه شعبة ومالك وحماد ابن سلمة وابن عيينة, قال شعبة لا يكذب في الحديث, ووثقه النسائي وابن معين وقال ابن خراش صدوق. روى له البخاري في الأدب وأبو داود.

و(أبو نعامة) قيس بن عباية تقدم بالأول صفحه ٣١٣. و (ابن سعد) لم يسم قال المنذري فإن كان عمر فلا يحتج به

(وأبوه) سعد ابن أبي وقاص

(معنى الحديث)

(قوله وبهجتها) أي حسنها وزينتها

(قوله وكذا وكذا) كناية عن أشياء كثيره من نعيم الجنة

(قوله وأغلالها) جمع غل بضم الغين المعجمة, وهو طوق من حديد يجعل في العنق, وقوله كذا وكذا كناية عن أنواع العذاب في النار

(قوله يعتدون في الدعاء) أي يتجازون الحد فيه, ولعل سعد أنكر على ابنه حيث سأل نعيم الجنة وبهجتها بعد سؤاله الجنة وحيث استعاذ من سلاسل النار وأغلالها بعد استعاذه من النار فهو من قبيل تحصيل الحاصل فيكون من العبثيات. ويكون الاعتداء في الدعاء أيضًا بطلب ما يستحيل شرعًا كطلب النبوة بعد خاتم النبيين نبينا صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أو طلب ادخال من مات على الكفر الجنة أو عادة كأن يسأل نزول السماء مكان الأرض أو صعود الأرض مكان السماء, وقد قال العلماء أنه لا يجوز أن يدعو الإنسان أنه يصعد إلى السماء أو يتحول الجبل الفلاني ذهبًا أو يحيى له الموتى وقيل إن الاعتداء في الدعاء تكلف السجع فيه, وقيل الصياح فيه

(قوله فإياك أن تكون منهم الخ) أي احذر أن تكون من القوم المعتدين في الدعاء فإنك إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن حفظت من النار حفظت منها وما فيها قال تعالى (فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز)

(والحديث) أخرجه أيضًا أحمد من طريق عبد الرحمن بن مهدي ثنا شعبة عن زياد ابن مخراق قال: سمعت أبا عباية عن مولى لسعد أن سعدًا رضي الله عنه سمع ابنا له يدعو وهو يقول: اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وإستبرقها ونحو من هذا: وأعوذ بك من النار وسلاسلها

<<  <  ج: ص:  >  >>