للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا شك فيهن خبر, وأكد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إجابة دعاء هؤلاء الثلاثة لشدة التجائهم إلى الله تعالى مع رقة القلب وصدق الطلب. ولا مفهوم للعدد بل مثل هذه الثلاثة دعوة الإِمام العادل والصائم حين يفطر لما رواه الترمذي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم "ثلاث لا ترد دعوتهم الصائم حين يفطر والإمام العادل ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء, ويقول الرب وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين"

(قوله دعوة الوالد) أي لولده بالخير أو عليه بالشر. ولم يذكر الأم لأن دعوتها مستجابة بالطريق الأولى لأن ما تقاسيه فوق ما يقاسيه الوالد كما يشعر بذلك قوله تعالى "ووصينا الإنسان بوالديه: حملته أمه وهنًا على وهن الآية" فهي لذلك أشفق أو لأن دعاءها عليه بالشر غير مستجاب, فهي لشدة رحمتها به وشفقتها عليه لا تريد بدعائها عليه وقوعه

(قوله ودعوة المسافر) أي بالخير لمن أحسن إليه أو بالشر على من أساء إليه, وأجيبت دعوته لأن شأنه الذل والتواضع والعجز

(قوله ودعوة المظلوم) أي بالخير لمن يعينه وينصره أو بالشر على من ظلمه. لكمال عجزه وذله. روى البخاري ومسلم من حديث ابن عباس أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بعث معاذًا إلى اليمن فقال "اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب" ودعوته مستجابة ولو كان فاجرًا أو كافرًا كما يدل له ما أخرجه أبو داود الطيالسي من حديث أبي هريرة مرفوعًا "دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرًا ففجوره علي نفسه" وفي رواية البزار وابن حبان وأحمد ولو كان كافرًا

(والحديث) أخرجه أيضًا البزار والترمذي وحسنه, وأخرجه أحمد والطبراني من حديث عقبة بن عامر مرفوعًا "ثلاثة تستجاب دعوتهم الوالد والمسافر والمظلوم"

(باب ما يقول الرجل إذا خاف قومًا)

أي ما يقوله للتعوذ والحفظ ممن خافه

(ص) حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى نَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- كَانَ إِذَا خَافَ قَوْمًا قَالَ "اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ".

(ش) (قوله أن أباه) هو عبد الله بن قيس أبو موسى الأشعري

(قوله اللهم إنا نجعلك في نحورهم) أي نسألك يا ألله أن تجعل بطشك وهزيمتك فيهم, فهو خبر بمعني الإنشاء, وخص

<<  <  ج: ص:  >  >>