للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مما يفضل عنده. واستعاذ صلي الله عليه وآله وسلم من الجبن والبخل لما فيهما من التقصير عن القيام بحقوق الله وإزالة المنكر والإغلاظ علي العصاة, فإن الجبان لا يقدم علي فريضة القيام بالحقوق والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وبشجاعة النفس وقوتها تتم العبادات وينصر المظلوم, وبالسلامة من البخل يقوم الإنسان بحقوق المال وينبعث للإنفاق والجود ومكارم الأخلاق ولا يطمع فيما ليس له

(وقوله وسوء العمر) كناية عن الهرم والضعف إلى حد يكون الإنسان معه كالطفل في قلة الفهم وضعف القوة

(قوله وفتنة الصدر) يعني القلب: والمراد بفتنته ما يحصل فيه من الوساوس الشيطانية والهم إلى المعاصي واكتساب الآثام وما ينطوي عليه من القساوة والحقد والحسد والعقائد الباطلة والأخلاق السيئة. وقال ابن الجوزي فتنة الصدر موت صاحبه غير تائب. وقال الطيبي هو الضيق المشار إليه بقوله (ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقًا حرجًا) وسببه التعلق بحطام الدنيا. والإعراض عن عمل الآخرة, واستعاذ صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم من فتنة القلب لأن بفساده يفسد الجسد كله كما أنه بصلاحه يصلح الجسد كله ومن ثم قيل: إن القلب كالملك والجسد والأعضاء كالرعية, والرعية تصلح بصلاح الملك وتفسد بفساده, وأيضًا هو كالأرض وحركات الجسد كالنبات, فإذا طابت الأرض طاب نباتها وإذا خبثت خبث نباتها قال الله تعالى "والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدًا"

(قوله وعذاب القبر) تقدم الكلام عليه مستوفى في "باب الدعاء في الصلاة"

(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي وابن ماجه

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا الْمُعْتَمِرُ قَالَ سَمِعْتُ أَبِي قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْبُخْلِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ".

(ش) المعتمر بن سليمان. و (أبوه) سليمان بن طرخان التيمي

(قوله من العجز والكسل عدم انبعاث النفس إلى الخير وقلة الرغبة فيه. والجبن عد الإقدام على مخالفة النفس والشيطان والتقاعس عن قتال الأعداء. والهرم بفتح الهاء والراء مصدر هرم من باب تعب كبر السنّ والضعف حتى لا يقدر على فعل الخير

(قوله وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات) أي الحياة والموت. وهو من ذكر العام بعد الخاص. وفتنة الممات قيل هي فتنة القبر وقيل الفتنة عند الاحتضار وتقدم الكلام عليهما في "باب الدعاء في الصلاة" من الجزء الخامس

<<  <  ج: ص:  >  >>