للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري ومسلم والنسائي

(ص) حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ وَقُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالاَ نَا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ -قَالَ سَعِيدٌ الزُّهْرِيُّ - عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِي عَمْرٍو عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ كُنْتُ أَخْدُمُ النَّبِيَّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فَكُنْتُ أَسْمَعُهُ كَثِيرًا يَقُولُ "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ وَضَلْعِ الدَّيْنِ وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ". وَذَكَرَ بَعْضَ مَا ذَكَرَهُ التَّيْمِيُّ.

(ش) (قوله قال سعيد الزهري) أي قال سعيد بن منصور في روايته حدثنا يعقوب ابن عبد الرحمن الزهري بزيادة لفظ الزهري

(قوله من الهم والحزن) الهم الخوف مما يتوقع حصوله في المستقبل, والحزن بفتح الحاء والزاي أو بضم الحاء وسكون الزاي الأسف على ما فات من خيري الدنيا والآخرة

(قوله وضلع الدين) يعني ثقله, والضلع بفتحتين مصدر ضلع من باب تعب الاعوجاج , ويكون أيضًا بفتح الضاد ويكون اللام مصدر ضلع من باب نفع والمراد به ثقل الدين وشدته. وفي بعض النسخ وظلع بالظاء المعجمة وسكون اللام وهو في الأصل العرج. وسمي ثقل الدين ضلعًا لأنه يميل بصاحبه عن طريق الاستواء, وهذا يكون عند العجز عن الوفاة وإلحاح رب الدين في الطلب

(قوله وغلبة الرجال) يعني الأعداء وهو من الإضافة إلى الفاعل أو المفعول, ففيه الإشارة إلى التعوذ من أن يكون ظالمًا أو مظلومًا والتعوذ من الجاه المفرط والذل المهين, قال الكرماني هذا الدعاء من جوامع الكلم لأن أنواع الرذائل نفسية وبدنية وخارجية بحسب القوى العقلية والغضبية والشهوية, فالهم والحزن متعلقان بالعقلية, والجبن بالغضبية, والبخل بالشهوية, والعجز والكسل بالبدنية, والضلع والغلبة بالخارجية, فالأول مالي والثاني جاهي. وفي رواية للنسائي عن عمرو بن العاص أن رسول الله صلي الله عليه وعلى آله وسلم كان يدعو بهؤلاء الكلمات "اللهم إني أعوذ بك من غلبة الدين وغلبة العدو وشماتة الأعداء"

(قوله وذكر بعض ما ذكره التيمي) يعني ذكر يعقوب بن عبد الرحمن في حديثه هذا بعض ما ذكره سليمان بن طرخان التيمي في حديثه السابق

(والحديث) أخرجه أيضًا البخاري والنسائي والترمذي

(ص) حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ عَنْ مَالِكٍ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ الْمَكِّيِّ عَنْ طَاوُسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يُعَلِّمُهُمْ هَذَا الدُّعَاءَ كَمَا يُعَلِّمُهُمُ

<<  <  ج: ص:  >  >>