للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومسلم من طريق أبي برد, بن أبي موسى قال: وجع أبو موسى وجعًا فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فصاحت فلم يستطيع ان يرد عليها شيئًا, فلما أفاق قال: إني برئ ممن برئ منه محمَّد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة

(قوله لأرجو أن تكون شهيدًا الخ) أي تموت شهيدًا في القتال فإنك أعددت أسباب الجهاد

(قوله قد أوقع أجره على قدر نيته) يعني أثبت له أجره على حسب نيته

(قوله وما تعدون الشهاده الخ) يعني ما تعدون أسباب الشهاده؟ قالوا نعدها القتل في سبيل الله فأعلمهم النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أن الشهاده أعم من ذلك فقال الشهاده سبع الخ

(قوله المطعون شهيد) أي من مات بالطاعون

(قوله والغرق شهيد) بفتح الغين وكسر الراء أي الغريق كما في نسخه لكن محله ما لم يكن ألقى بنفسه إلى الغرق

(قوله وصاحب ذات الجنب) أي القروح أو القرحة التي تصيب الإنسان داخل جنبه وفي النهاية هي الدمله الكبيره التي تظهر في باطن الجنب وتنفجر إلى داخل وقلما يسلم صاحبها. وعلامته حمى لازمه وسعال وضيق نفس ووجع ناخس وهو في النساء أكثر

(قوله والمبطون شهيد) أي الذي يموت بمرض بطنه من نحو إسهال أو استسقاء

(قوله والمرأة تموت بجمع) بتثليث الجيم والضم أشهر أي التي ماتت وفي بطنها ولدها, وقيل هي التي تموت بكرًا, وقيل التي تموت عند الولادة ولم يخرج ولدها, والجمع اسم بمعنى المجموع أي أنها ماتت مع شيء مجموع فيها غير منفصل عنها من حمل أو بكارة.

وكان من مات بواحد من هذه الأشياء شهيدًا لمشاركتهم لشهيد المعركة في بعض ما يناله من الكرامة بسبب ما كابدوه من المشقة لا في جميع الأحكام والفضائل فإن شهيد المعركة لا يغسل ويصلى عليه ويدفن في ثيابه التي مات فيها عند الحنفية وعند غيرهم لا يصلى عليه أيضًا بخلاف هؤلاء.

وسمى من مات بأحد هذه الأسباب شهيدًا لأن الله شهد له بالجنة, ولسان ملائكه الرحمة تشهد غسله ونقل روحه إلى الجنة, ولأنه يشهد ما أعد الله له من الكرامة في الجنة.

والعدد المذكور في الأحاديث لا مفهوم له. فقد ورد ما يفيد الشهاده لغيرهم. منه ما رواه النسائي من حديث سويد بن مقرن مرفوعًا "من قتل دون مظلمته فهو شهيد" وما رواه أصحاب السنن وصححه الترمذي من حديث سعيد بن زيد مرفوعًا "من قتل دون ماله فهو شهيد" وما رواه الطبراني من حديث ابن عباس مرفوعًا "المرء يموت على فراشه في سبيل الله شهيد" ولابن حبان من حديث أبي هريرة "من مات مرابطًا مات شهيدًا" وصحح الدارقطني من حديث ابن عمر "موت الغريب شهاده"

قال في الفتح لم يقصد الحصر في شيء من ذلك وقد اجتمع لنا من الطرق الجيده أكثر من عشرين خصله والذي يظهر أنهم ليسوا في المرتبه سواء مختصرًا.

(فقه الحديث) دل الحديث على مشروعية عياده المريض. وعلى مشروعية الاسترجاع

<<  <  ج: ص:  >  >>