للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عَبْدِ اللَّهِ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِثَلاَثٍ قَالَ "لاَ يَمُوتُ أَحَدُكُمْ إِلاَّ وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ".

(ش) (أبو سفيان) طلحة بن نافع تقدم بالرابع صفحه ٣٢٩

(قوله لا يموت أحدكم الخ) أي ينبغي له أن لا يكون حال الموت إلا محسنًا الظن بالله أن يحسن إليه بالغفران والرحمة فالنفي بمعنى النهي, وهو وإن كان في الظاهر نهي عن الموت لكنه في الحقيقة نهي عن سوء الظن بالله في الحالة التي ينقطع عندها الرَّجاء.

وقال النووي في شرح المهذب تحسين الظن بالله أن يظن أن الله يرحمه ويرجو ذلك بتدبر الآيات والأحاديث الواردة في كرم الله تعالى وعفوه وما وعد به أهل التوحيد وما سيبدلهم من الرحمة يوم القيامة كما قال سبحانه وتعالى في الحديث الصحيح "أنا عند ظن عبدي بي" هذا هو الصواب في معنى الحديث وهو الذي قاله جمهور العلماء, وشذ الخطابي فقال إن معناه أحسنوا أعمالكم حتى يحسن ظنكم بربكم فمن حسن عمله حسن ظنه ومن ساء عمله ساء ظنه, وهذا تأويل باطل نبهت عليه لئلا يغتربه اهـ

وفي تخطئه الخطابي نظر: فإن الحديث لا يأبى ما قاله, فإن كثرة الأعمال الصالحة تزيد في إيمان الشخص وتنير قلبه وتضعف كيد الشيطان وعندئذ يحسن الظن بربه عند الموت فيحب لقاء الله وقال الرافعي يجوز أن يريد به الترغيب في التوبة والخروج من المظالم فإنه إذا فعل ذلك حسن ظنه ورجا الرحمة

(فقه الحديث) دل الحديث على الترغيب في تحسين الظن بالله عند حلول الموت

(والحديث) أخرجه أيضًا مسلم والبيهقي وابن ماجه وكذا ابن أبي الدنيا وزاد. فإن قومًا قد أرداهم سوء ظنهم بالله فقال الله في حقهم "وذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرادكم فأصبحتم من الخاسرين"

[باب ما يستحب من تطهير ثياب الميت عند الموت]

وفي بعض النسخ "باب تطهير ثياب الميت" والمراد بالتطهير ما يعم التحسين. وبه يطابق الحديث الترجمة

(ص) حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ نَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ أَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ عَنِ ابْنِ الْهَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَهُ الْمَوْتُ دَعَا بِثِيَابٍ جُدُدٍ فَلَبِسَهَا ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ "إِنَّ الْمَيِّتَ يُبْعَثُ فِي ثِيَابِهِ الَّتِي يَمُوتُ فِيهَا".

<<  <  ج: ص:  >  >>