للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ش) (أبو عثمان) عبد الرحمن بن ملّ النهدي تقدم بالجزء الرابع صفحه ٢٤٩

(قوله إن ابنة لرسول الله) هي زينب زوجة أبي العاص بن الربيع كما في رواية ابن أبي شيبة

(قوله وأحسب أبيًا) أي أظن أن أبيًا كان مع النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أيضًا. وفي رواية الشيخين "ومعه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وزيد بن ثابت ورجال"

(قوله أن ابني الخ) أي أرسلت إلى النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بأن ابني أو ابنتي قد حضره الموت. والشك من أسامة أو ممن دونه, واستصوب في الفتح أنها أمامة بنت أبي العاص كما رواه الطبراني في الكبير من طريق الوليد بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه عن جده قال: استعز بأمامة بنت أبي العاص فبعثت زينب بنت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم إليه تقول له. فذكر نحو حديث أسامة. واستعز بضم المثناة الفوقية وكسر العين المهملة وتشديد الزاي أي اشتد بها المرض وأشرفت على الموت. وفي رواية للبخاري "إن ابنًا لي قد قبض" أي قارب أن يقبض فلا منافاة بين الروايتين

(قوله لله ما أخذ وما أعطي) أي إن الذي أراد الله أن يأخذه هو الذي كان أعطاه فإن أخذه أخذ الذي كان له, فلا ينبغي الجزع لأن مستودع الأمانة لا يليق به أن يحزن إذا أخذها صاحبها منه فاصبري ولا تجزعي فإن من مات قد انقضى أجله فلا يتقدم عنه ولا يتأخر. وقدم في الحديث الأخذ على الإعطاء وإن كان الإعطاء في الواقع متقدمًا لحصول الأخذ وقت التكلم.

ويحتمل أن المراد بالإعطاء إعطاء الحياة لمن بقي بعيد ذلك الميت أو إعطاء الثواب على الصبر عند المصيبة

(قوله وكل شيء عنده إلى أجل) أي كل شيء من الأخذ والإعطاء أو كل شيء من الأنفس في علمه ينتهى إلى أجل معلوم لا يتعداه. والأجل يطلق على الوقت الأخير من الحياة. وعلى مجموع العمر والمراد هنا الأول

(قوله فأرسلت تقسم عليه) لعلها ألحت عليه المسالة لأن الله تعالى ألهمها أن حضوره صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عندها يدفع عنها ما هي فيه من الألم ببركة حضوره ودعائه

(قوله فأتاها الخ) الظاهر أنه امتنع أولًا مبالغة في إظهار التسليم لربه أو ليبين أن من دعي لمثل ذلك لا تلزمه الإجابة بخلاف الدعوة إلى وليمة العرس مثلًا فإنها تجب عند انتفاء الموانع

(قوله ونفسه تقعقع) بفتحتين وبحذف إحدى التاءين. أي تتحرك وتضرب ولا تثبت على حال بل كلما صار إلى حال لم يلبث أن ينتقل إلى أخرى تقربه من الموت. والقعقعة في الأصل حكاية حركة ما يسمع له صوت. ويحتمل أن تقعقع بضم ففتح فكسر مضارع قعقع أي تصوت كما يصوت المحتضر حالة الغرغرة

(قوله ففاضت عينا رسول الله) أي بالدموع. وقد أكرم الله تعالى نبيه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لما سلم لأمر ربه وصبر ابنته ولم يملك مع ذلك عينيه

<<  <  ج: ص:  >  >>