للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسلم: إن رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم برئ من الصالقة والحالقة والشاقة،

(قوله من حلق) أي حلق شعره عند المصيبة, و (سلق) باسين المهملة, ويروى بالصاد المهملة من باب ضرب أي رفع صوته بالبكاء (وخرق) أي شق ثوبه وكان ذلك من صنيع الجاهلية

(فقه الحديث) دل الحديث على تحريم هذه الأشياء والتنفير منها للوعيد المذكور ولما تضمنه من عدم الرضا بقضاء الله تعالى وقدره

(والحديث) أخرجه أيضًا النسائي

(ص) حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ نَا حُمَيْدُ بْنُ الأَسْوَدِ نَا الْحَجَّاجُ- عَامِلٌ لِعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الرَّبَذَةِ حَدَّثَنِي أَسِيدُ بْنُ أَبِي أَسِيدٍ عَنِ امْرَأَةٍ مِنَ الْمُبَايِعَاتِ قَالَتْ كَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- فِي الْمَعْرُوفِ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْنَا أَنْ لاَ نَعْصِيَهُ فِيهِ أَنْ لاَ نَخْمِشَ وَجْهًا وَلاَ نَدْعُوَ وَيْلًا وَلاَ نَشُقَّ جَيْبًا وَأَنْ لاَ نَنْشُرَ شَعْرًا.

(ش) (رجال الحديث) (الحجاج) بن صفوان بن أبي يزيد المدني, روى عن أبيه وأسيد بن أبي اسيد وإبراهيم بن عبد الله. وعنه القعنبي وأبو ضمرة, وثقه أحمد وأبو حاتم وقال صدوق وذكره ابن حبان في الثقات وأثنى عليه القعنبي. وفي التقريب صدوق من السابعة وضعفه الأزدي. روى له أبو داود

و(الربذة) بفتح الراء والباء الموحدة والذال المعجمة قرية من قرى المدينة.

و(أسيد بن أبي أسيد) بفتح فكسر. روى عن امرأة من المبايعات. وعنه حجاج ابن صفوان, قال المزي أظنه غير البراد فان البراد ليس له شيء عن الصحابة. روى له أبو داود.

و(امرأة من المبايعات) لم نقف على اسمها وجهالتها لا تضر لأنها صحابية.

(معنى الحديث)

(قوله كان فيما أخذ علينا الخ) أي كان في العهد الذي أخذه علينا رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم أننا لا نعصيه فيما عرف شرعًا فعل الطاعات وترك المخالفات, ومن هذا المعروف ما ذكر في الحديث

(قوله أن لا نخمش وجهًا) أي لا نخدش وجوهنا بأظفارنا يقال خمشت المرأة وجهها بظفرها خمشًا من باب ضرب جرحت ظاهر البشرة

(قوله ولا ندعو ويلًا) أي ولا ندعو بالويل والحزن والهلاك والمشقة. والدعاء به كأن يقول الشخص يا ويلى ويا هلاكي ويا عذابي لما حل من المصيبة والأمر المحزن

(قوله ولا نشق جيبًا) الجيب ما يفتح من الثوب ليدخل فيه الرأس والمراد بشقه إكمال فتحه إلى الذيل أو نحو ذلك, وهومن علامات السخط وعدم الرضا

(قوله ولا ننشر شعرًا) أي لا نفرقه، ونهاهن صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن ذلك عند المصيبة لأنه كان من عادات الجاهلية

<<  <  ج: ص:  >  >>