للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسفيان أحفظ. قال الحافظ رجح البخاري أن المراد الوضع على الأرض بفعل أبي صالح لأنه راوي الخبر وهو أعرف بالمراد منه، ورواية أبي معاوية مرجوحة اهـ ويعني بفعل أبي صالح قول سهيل رأيت أبا صالح لا يجلس حتى توضع عن مناكب الرجال رواه البيهقي.

ويؤيد رواية سفيان أيضًا ما رواه أبو عوانة من حديث البراء قال: كنا مع رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم في جنازة فانتهينا إلى القبر ولما يلحد فجلس وجلسنا حوله

(ص) حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ نَا الْوَلِيدُ نَا أَبُو عَمْرٍو عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ حَدَّثَنِي جَابِرٌ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- إِذْ مَرَّتْ بِنَا جَنَازَةٌ فَقَامَ لَهَا فَلَمَّا ذَهَبْنَا لِنَحْمِلَ إِذَا هِيَ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هِيَ جَنَازَةُ يَهُودِيٍّ. فَقَالَ "إِنَّ الْمَوْتَ فَزَعٌ فَإِذَا رَأَيْتُمْ جَنَازَةً فَقُومُوا".

(ش) (الوليد) بن مسلم. و (أبو عمرو) عبد الرحمن الأوزاعي. و (جابر) بن عبد الله

(قوله فقام لها) يعني وقمنا معه، ففي رواية البخاري مر بنا جنازة فقام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وقمنا

(قوله إذ هي جنازة يهودي) يعني فلم نحمل فيها، وإذ للمفاجأة وفي نسخة إذا

(قوله فقلنا يا رسول الله الخ) اعتذار منهم للنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم عن عدم حملهم فيها وأنها لا تستحق أن يقام لها فقال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: إن الموت فزع. أي مفزع ومخوف. فأطلق المصدر على الوصف مبالغة أو هو على تقدير مضاف أي ذو فزع. وعلل صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم القيام للجنازة في هذه الرواية بأن الموت مفزع. ومقتضاه أن يقام لكل جنازة ولو كانت غير مسلمة. والحكمة أن الإنسان يتذكر الموت ولا يبقى على غفلته ومن ثم استوى فيه موتى المسلمين وغيرها.

وفي رواية البخاري عن سهل بن حنيف وقيس بن سعد أنه صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم مرت به جنازة فقام فقيل له إنها جنازة يهودي فقال أليست نفسًا؟ وفي رواية لأحمد والحاكم وأبي حبان من حديث عبد الله بن عمرو مرفوعًا "إنما تقومون إعظامًا للذى يقبض النفوس" وفي رواية ابن حبان إعظامًا لله الذي يقبض الأرواح.

وفي رواية الحاكم عن أنس بن مالك أن جنازة مرت برسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم فقام فقالوا يا رسول الله إنها جنازة يهودي فقال إنما قمت للملائكة. وفي رواية الطحاوي عن ابن سخبرة قال كنا قعودًا مع علي بن أبي طالب ننتظر جنازة فمر بجنازة أخرى فقمنا فقال ما هذا القيام؟ فقلت ما تأتونا به يا أصحاب محمَّد صلى الله تعالى عليه

<<  <  ج: ص:  >  >>