للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغرض المصنف بسياق هذه الرواية تقوية الحديث ورد دعوى وضعه. قال السيوطى في الدرجات قد انتقد الحافظ القزويني علي المصابيح أحاديث زعم أنها موضوعة. منها هذا الحديث، ورد عليه الحافظ العلائي فقال: أما الطريق الأولى فإنها حسنة: مصعب بن محمد وثقه ابن معين وغيره وقال أبو حاتم صالح لا يحتج به. وتوثيق الأولين أولى بالاعتماد. ويعلى بن أبي يحيى قال أبو حاتم مجهول ووثقه ابن حبان، فعنده زيادة علم على من لم يعلم حاله. وقد أثبت محمد بن يحيى بن الحذاء سماع الحسين رضي الله عنه من جده صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. وقال ابن السكن وأبو القاسم البغوي وغيرهما كل رواياته مراسيل. فعلى هذا هو مرسل صحابي. والجمهور علي الاحتجاج بمرسل الصحابي: وأما الطريق الثانية فقد بين فيها أنه سمعه من أبيه عليّ عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم. وزهير بن معاوية متفق علي الاحتجاج به، لكن شيخه لم يسم. والظاهر أنه يعلي بن أبي يحيى: فعلى الجملة الحديث حسن ولا يصح نسبته إلى الوضع اهـ بتصرف

(ص) حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ نَا اللَّيْثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بُجَيْدٍ عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ بُجَيْدٍ "وَكَانَتْ مِمَّنْ بَايَعَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ-" أَنَّهَا قَالَتْ لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ إِنَّ الْمِسْكِينَ لَيَقُومُ عَلَى بَابِي فَمَا أَجِدُ لَهُ شَيْئًا أُعْطِيهِ إِيَّاهُ. فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "إِنْ لَمْ تَجِدِي لَهُ شَيْئًا تُعْطِينَهُ إِيَّاهُ إِلاَّ ظِلْفًا مُحْرَقًا فَادْفَعِيهِ إِلَيْهِ فِي يَدِهِ".

(ش) (رجال الحديث) (عبد الرحمن بن بجيد) بموحدة وجيم ودال مهملة مصغرًا ابن وهب الأنصاري. مختلف في صحبته. روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعن جدته أم بجيد. وعنه زيد بن أسلم ومحمد بن إبراهيم وسعيد المقبري. ذكره ابن حبان في ثقات التابعين. قال ويقال إن له صحبة. روى له أبو داود والترمذي.

و(جدته أم بجيد) هي حواء

بنت يزيد بن السكن الأنصارية. روى عنها عبد الرحمن بن بجيد، وكانت ممن بايعن رسول الله صلى

الله تعالى عليه وعلى آله وسلم علي أن لا يشركن باللهِ شيئًا وعلي السمع والطاعة. روى لها

أبو داود والترمذي والنسائي

(المعنى)

(قوله إلا ظلفًا محرقًا) بكسر الظاء المعجمة وسكون اللام، وهو للبقر والغنم كالقدم للإنسان كما في القاموس، أي إن لم تجدي إلا شيئًا يسيرًا تعطينه فأعطيه إياه، فهو مبالغة

<<  <  ج: ص:  >  >>