للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبد الرحمن. روى عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم وعن أبيه. وعنه ابناه عبد الله وحفصة وابن أخيه القاسم بن محمد وأبو عثمان النهدي وغيرهم. توفى فجأة سنة ثلاث أو أربع وخمسين. روى له الجماعة (المعنى)

(قوله كسرة خبز) بكسر فسكون أي قطعة صغيرة

(فقه الحديث) دل الحديث على الترغيب في الصدقة. وعلى جواز السؤال في المسجد وجواز التصدق فيه. وعلى ما كان عليه أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عه من الحرص على فعل الخير والمبادرة إليه (ومن ذلك) ما رواه مسلم في فضل الصحابة من طريق أبي حازم الأشجعي عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكر أنا. قال فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر أنا. قال فمن أطعم منكم اليوم مسكينًا؟ قال أبو بكر أنا. قال فمن عاد منكم اليوم مريضًا، قال أبو بكر أنا. فقال رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة اهـ

والجمهور على جواز السؤال في المسجد وجواز إعطاء الصدقة فيه إلا إذا ألح السائل وتخطى الرقاب فيحرم السؤال والإعطاء. وذهب الحنفيون إلى حرمة السؤال في المسجد مطلقًا. وأنه يكره الإعطاء فيه مطلقًا، وقيل إن تخطى الرقاب. وهذا هو المختار وأصل ذلك ما تقدم للمصنف في "باب كراهية إنشاد الضالة في المسجد"، من حديث أبي هريرة قال سمعت رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم يقول "من سمع رجلًا ينشد ضالة في المسجد فليقل لا أداها الله إليك، فإن المساجد لم تبن لهذا"

(وأجابوا) عن حديث الباب بأن أبا بكر البزار قال فيه: لا نعلمه يروي عن عبد الرحمن بن أبي بكر إلا بهذا الإسناد وذكر أنه روى مرسلًا اهـ

وغرضه أن الحديث ضعيف، لأن في سنده مبارك بن فضالة، وقد ضعفه غير واحد كما تقدم. وعلى فرض صحته فليس فيه تصريح بأن السائل سأل في المسجد، بل يحتمل أن يكون خارجه

(والحديث) أخرجه البزار مطولًا بسنده إلى عبد الرحمن بن أبي بكر قال: صلى رسول الله صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علي أصحابه فقال: من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال عمر لم أحدث نفسي بالصوم البارحة فأصبحت مفطرًا، فقال أبو بكر ولكن حدثت نفسي بالصوم البارحة فأصبحت صائمًا، فقال هل أحد منكم اليوم عاد مريضًا؟ فقال عمر يا رسول الله لم نبرح وكيف نعود المريض؟ وقال أبو بكر بلغني أن أخي عبد الرحمن بن عوف شاك فجعلت طريقي عليه لأنظر كيف أصبح؟ فقال هل منكم أحد أطعم اليوم مسكينًا؟ فقال عمر صلينا ثم لم نبرح قال أبو بكر دخلت المسجد فإذا بسائل فوجدت كسرة من خبز الشعير في يد عبد الرحمن فأخذتها ودفعتها إليه، فقال أنت فأبشر بالجنة، ثم قال كلمة أرضى بها عمر. وعمر زعم أنه لم يرد خيرًا قط إلا سبقه إليه أبو بكر. ذكره السيوطى في تاريخ الخلفاء

<<  <  ج: ص:  >  >>