للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الخلف. والسلف يقولو ن له وجه لا يعلم حقيقته إلا هو سبحانه وتعالى مع اعتقادهم كمال التنزيه له عزّ وجلّ عن صفات المخلوقين: أي لا يسأل به تعالى إلا الجنة لأن ذاته تعالى عظيمة ولا يسأل بالعظيم إلا العظيم، والجنة أعظم مطلوب للمؤمن، فلا تسأل الله بوجهه متاع الدنيا بل رضاه والجنة. أو المعنى لا تسأل الناس شيئًا بوجه الله كأن تقول أسألك يا فلان بوجه الله أو باللهِ أن تعطيني كذا، فإن الله أعظم من أن يسأل به متاع الدنيا إنما يسأل به الجنة

(والحديث) يدل على امتناع سؤال متاع الدنيا باللهِ تعالى، وهو محمول على ما إذا كان المسئول يتضجر بذلك ولا يجيب السائل، أما إذا كان المسئول ممن يتأثر بذكر الله تعالى فلا يردّ السائل خائبًا فيجوز سؤاله باللهِ تعالى. وبهذا يجمع بين حديث الباب الحديث الآتي

(والحديث) أخرجه أيضًا الضياء المقدسي، وفي سنده سليمان بن قرم، وفيه مقال كما تقدم وقال ابن عدىّ لا أعرف هذا الحديث عن محمد بن المنكدر إلا من هذا الطريق اهـ

(باب عطية من سأل باللهِ عَزَّ وَجَلَّ)

من إضافة المصدر لمفعوله أي إباحة إعطاء الشخص من سأله متوسلًا باللهِ تعالى

(ص) حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نَا جَرِيرٌ عَنِ الأَعْمَشِ عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَسَلَّمَ- "مَنِ اسْتَعَاذَ بِاللَّهِ فَأَعِيذُوهُ وَمَنْ سَأَلَ بِاللَّهِ فَأَعْطُوهُ وَمَنْ دَعَاكُمْ فَأَجِيبُوهُ وَمَنْ صَنَعَ إِلَيْكُمْ مَعْرُوفًا فَكَافِئُوهُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا مَا تُكَافِئُونَهُ فَادْعُوا لَهُ حَتَّى تَرَوْا أَنَّكُمْ قَدْ كَافَأْتُمُوهُ".

(ش) (جرير) بن عبد الحميد. و (الأعمش) سليمان بن مهران. و (مجاهد) بن جبر

(قوله من استعاذ بالله فأعيذوه) أي من التجأ اليكم مستعينًا باللهِ تعالى من ضرورة نزلت به فأجيروه وخلصوه، فإن إغاثة الملهوف من واجبًات الإيمان

(قوله ومن سأل باللهِ فأعطوه) وفي رواية النسائي من سألكم أي من طلب منكم شيئًا من خيري الدنيا والآخرة متوسلًا بالله تعالى فأعطوه ما سأله إن قدرتم إجلالًا لمن سألكم به. ومحله إذا كان السائل طائعًا فلا يعطى الطالح، وزاد لفظ الجلالة في الموضعين إشارة إلى أنه محق في استعاذته وطلبه. وزاد النسائي "ومن استجار باللهِ فأجيروه"

(قوله ومن دعاكم فأجيبوه) أي من طلبكم لحضور وليمة عرس أو غيره أولمعونة فأجيبوا دعوته وجوبًا في وليمة العرس الخالية من منكر شرعًا وكذا المعونة المتعينة وندبًا في غيرها

(قوله ومن صنع إليكم معروفًا فكافئوه) أي من فعل

<<  <  ج: ص:  >  >>