للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثَوْبًا عَلَى عُرْيٍ كَسَاهُ اللَّهُ مِنْ خُضْرِ الْجَنَّةِ وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ أَطْعَمَ مُسْلِمًا عَلَى جُوعٍ أَطْعَمَهُ اللَّهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ وَأَيُّمَا مُسْلِمٍ سَقَى مُسْلِمًا عَلَى ظَمَإٍ سَقَاهُ اللَّهُ مِنَ الرَّحِيقِ الْمَخْتُومِ".

(ش) (على بن حسين) بن إبراهيم بن أشكاب كما في بعض النسخ تقدم بالخامس ص ١٣٦

و(أبو بدر) شجاع بن الوليد الكوفي. تقدم بالرابع ص ٦٧.

و(أبو خالد) يزيد بن عبد الرحمن، وبنودالان بطن من همدان.

و(نبيح) التصغير ابن عبد الله العنزي. تقدم بالثامن صفحة ١٩٢

(قوله أيما مسلم) برفع أي على الابتداء، وما زائدة، ومسلم مضاف إليه

(قوله على عري) بضم فسكون مصدر عرى من باب تعب. يقال عرى الرجل من ثيابة يعرى عريًا وعرية، فهو عار وعريان. والمراد بالعري الحاجة إلى الثوب لدفع حر أو برد أولتجمل وإن لم يكن مكشوف العورة

(قوله كساه الله من خضر الجنة) الجملة في محل رفع خبر أيُّ. وخضر بضم فسكون جمع أخضر مضاف لما بعده على حذف مضاف، من باب إقامة الصفة مقام الموصوف، أي من ثيابها الخضر، وهي أنفس ثيابها وأعلاها. وفي رواية الترمذي "وأيما مؤمن كسا مؤمنًا على عري كساه الله من خضر الجنة" والمراد أن من فعل ذلك ألبسه الله نوعًا مما ذكر أعلى من غيره أو كساه بذلك قبل غيره، وإلا فكل من دخل الجنة يكسى ثيابًا خضرًا. قال الله تعالى (وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) وخص الأخضر لأنه أحسن الألوان

(قوله على ظمإ) بفتحتين مهموزًا مصدر ظمئ كعطش وزنًا ومعنى فهو ظمآن والأنثى ظمآى

(قوله الرحيق الخنوم) أي من خمر الجنة المختوم بالمسك، والرحيق صفوة الخمر الذي لا غش فيه، والمختوم المصون الذي لم يبتذل ولم يصل إليه غير أصحابه لنفاسته وكرامته. وقيل المراد منه أنهم يجدون في آخر تناوله رائحة المسك، من قولهم ختمت الكتاب إذا انتهيت إلى آخره. وفيه إشارة إلى قوله تعالى (يُسْقَوْنَ مِنْ رَحِيقٍ مَخْتُومٍ (٢٥) خِتَامُهُ مِسْكٌ)

(فقه الحديث) دل الحديث على الحض على التحلي بهذه المكارم. وعلى أن من فعل شيئًا يجازى بمثله يوم القيامة (جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا): (مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ)

(الحديث) أخرجه أيضًا أحمد وفي سنده أبو خالد وفيه مقال. وأخرجه الترمذي في أبواب صفة الجنة من طريق عطية العوفي عن أبي سعيد وقال حديث غريب. وقد روى هذا عن عطية عن أبي سعيد موقوفًا. وهو أصح عندنا وأشبه اهـ

(باب في المنيحة)

بفتح الميم. وفي نسخة المنحة بكسر الميم وسكون النون، وهي العطية ينتفع بها ثم ترد كأن يمنح الرجل دابة لشرب لبنها أو شجرة لأكل ثمرها أو أرضًا لزرعها أو نقودًا قرضًا. فهى

<<  <  ج: ص:  >  >>