للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سببًا لدخوله الجنة مع السابقين، أولحصوله على الدرجات العلى فيها، أولرضاء الله تعالى عنه المقتضي دخول الجنة، وإلا فأصل دخول الجنة بمحض فضل الله عَزَّ وَجَلَّ

(قوله قال أبو داود في حديث مسدد الخ) أي قال المصنف: في حديث مسدد زيادة على حديث إبراهيم بن موسى وهي "قال حسان فعددنا ما دون الخ" أي ما هو أدنى وأقل في الثواب من منيحة العنز كرد السلام الخ. ويحتمل أن المراد بما دون المنيحة، ما سواها. سواء أكان أقل في الثواب منها أم لا

(قوله وتشميت العاطس) بالشين المعجمة الدعاء له بالخير والبركة. يقال شمت فلانًا وشمت عليه تشميتًا فهو مشمت متشق من الشوامت وهي القوائم، كأنه دعا للعاطس بالثبات على طاعة الله تعالى. وقيل معناه أبعدك الله عن الشماتة وجنبك ما يشمت به عليك اهـ من النهاية وورد التسميت بالسين المهملة من السمت وهو الهيئة الحسنة أي جعلك الله على سمت حسن

(قوله وإماطة الأذى عن الطريق) أي إزالة ما يؤذي المارة من الشوك والحجر ونحوهما

(قوله فما استطعنا أن نبلغ خمس عشرة الخ) وفي نسخة خمسة عشر، والصواب الأولى. وعدم استطاعة حسان ذلك لا يمنع استطاعة غيره، فقد أبلغها بعضهم أربعين فأكثر. منها إطعام الجائع، وسقي الظمآن، وبدأ السلام، وتعليم الصنعة، وإعطاء صلة الحبل، وإعطاء شسع النعل، وطلاقة الوجه، وإيناس الوحشان، وتفريج الهم، وإعانة المحتاج، وستر المسلم، والتفسح في المجالس، وإدخال السرور على المسلم، ونصر المظلوم، ومنع الظالم عن ظلمه والدلالة على على الخير، والإصلاح بين الناس، ورد السائل بالقول الجميل، والذب عن عرض المسلم، وغرس الشجر، والشفاعة، وعيادة المريض، والمصافحة، والتحابب في الله، والتزاور في الله والتباذل في الله، والمجالسة في الله، والبغض في الله، والنصح، والرحمة، والأمر بالمعروف. كذا قال ابن بطال

(وقد ورد) فيما ذكر أحاديث صحيحة. وفي قوله نظر فإن منها ما ليس دون منيحة العنز بل أعلى منها أو مساو لها، ولذا قال ابن المنير: الأولى أن لا يعتني بعدها يعني للحكمة التي ذكرت لعدم عد النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم لها.

قال الحافظ في الفتح ومع ذلك فأنا موافق لابن بطال في إمكان تتبع أربعين خصلة من خصال الخير أعلاها منيحة العنز، وموافق لابن المنير في ردّ كثير مما ذكره ابن بطال مما هو ظاهر أنه فوق المنيحة اهـ

وقال الكرماني ردًا علي ابن بطال: هذا الكلام رجم بالغيب لاحتمال أن يكون المراد غير المذكورات من سائر أعمال الخير، ثم إنه من أين علم أن هذه أدنى من المنحة، لجواز أن تكون مثلها أو أعلى منها، ثم فيه تحكم حيث جعل بدء السلام منها دون رد السلام مع أنه صرح به في الحديث الذي نحن فيه، وكذا جعل الأمر بالمعروف منها دون النهي عن المنكر اهـ بتصرف

(فقه الحديث) دل الحديث على الترغيب في عمل الخير قليله وكثيره ابتغاء مرضاة الله تعالى وتصديقًا بالثواب الذي وعد به فاعل الخير. وعلى أن ذلك سبب لدخول الجنة

<<  <  ج: ص:  >  >>