للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عليه وعلى آله وسلم أنه كان يصل شعبان برمضان اهـ "وقد استدل" البيهقى بحديث لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين "على ضعف" حديث الباب فقال: الرخصة في ذلك بما هو أصح من حديث العلاء اهـ لكن الحديث قد صححه ابن حبان وابن حزم وابن عبد البر وقال الترمذي حديث حسن صحيح اهـ وقال القاري في شرح حديث "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا" أي بلا انضمام شئ من النصف الأول. أو بلا سبب من الأسباب المذكورة. وفي رواية فلا صيام حتى يكون رمضان. والنهى للتنزيه رحمة بالأمة أن يضعفوا عن حق القيام بصيام رمضان على وجه النشاط. وأما من صام شعبان كله فيتعود الصوم وتزول عنه الكلفة؛ ولذا قيده بالانتصاف، أو نهى عنه لأنه نوع من التقدم المتقدم. قال القاضى المقصود استجمام "أي طلب راحة" من لا يقوى على تتابع الصيام فاستحب الإفطار كما استحب إفطار عرفة ليقوى على الدعاء. فأمّا من قدر فلا نهى له، ولذلك جمع النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم بين الشهرين في الصوم اهـ وفي شرح ابن حجر. قال بعض أئمتنا يجوز بلا كراهة الصوم بعد النصف مطلقا تمسكا بأن الحديث غير ثابت, أو محمول على من يخاف الضعف بالصوم. ورده المحققون بما تقرر أن الحديث ثابت، بل صحيح. وبأنه مظنة الضعف. وما نيط بالمظنة لا يشترط فيه تحققها اهـ وقد رواه غير واحد عن العلاء كما سيأتي. "وعليه فيجمع" بين هذا الحديث وحديث "لا تقدموا صوم رمضان بيوم ولا يومين" الدال بمفهومه أن صيام ما بعد النصف غير مكروه إلا فى آخر الشهر "بأنه" محمول على من يضعفه الصوم وحديث النهى عن تقدم رمضان بصوم يوم أو يومين مخصوص بمن يصوم ذلك احتياطا لرمضان قال الترمذى بعد أن روى حديث الباب. ومعنى هذا الحديث عند بعض أهل العلم أن يكون الرجل مفطرا فإذا بقى من شعبان شيء أخذ في الصوم لحال شهر رمضان. وقد روى عن أبي هريرة عن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم ما يشبه قوله "أي بعض أهل العلم" حيث قال صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم: لا تقدموا شهر رمضان بصيام إلا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه أحدكم. وقد دل هذا الحديث على أن الكراهية إنما هي على من يتعمد الصيام لحال رمضان اهـ "ومما يدل" لما ذهب إليه الجمهور من أنه لا بأس بصوم النصف الثاني من شعبان وإن لم يصله بصوم قبله "ما أخرجه" الطحاوى من طرق صدقة بن موسى عن ثابت عن أنس أن النبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: أفضل الصيام بعد رمضان شعبان. وهو ضعيف لأن صدقة ضعفه النسائي وأبو داود وقال ابن معين ليس حديثه بشيء. وعن أدلة الجمهور حديث عمران السابق في "باب التقدم" أنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لرجل: هل صمت من سرر شعبان شيئًا؟ قال لا. قال: فإذا أفطرت فصم يوما أو يومين

(قوله فقال العلاء اللهم إن أبي الخ) غرضه بذلك الاعتراف بما ذكره عباد

(والحديث) أخرجه الطحاوى وابن حبان بلفظ "لا صوم بعد النصف من شعبان حتى

<<  <  ج: ص:  >  >>