كتاب الجامع لعلوم الإمام أحمد - علل الحديث

قال الإِمام أحمد: حديث شعبة وهم، إنما أراد شعبة حديث سلم (١) ابن عبد الرحمن (٢).

وقال مرة: شعبة يخطئ في هذا القول عبد اللَّه بن يزيد، وإنما هو سلم ابن عبد الرحمن (٣).

٥٧٨ - ما جاء في استحباب مبايعة الإِمام الجيش عند إرادة القتال، وبيان بيعة الرضوان تحت الشجرة

حديث المسيب بن حزن -رضي اللَّه عنهما- أنه كان فيمن بايع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- تحت الشجرة، قال: فلما خرجنا من العام المقبل نسيناها فلم نقدر عليها.

فقال سعيد: إن أصحاب محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- لم يعلموها وعلمتوها أنتم، فأنتم أعلم (٤).

(١) أخرجه مسلم (١٨٧٥) قال: حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وأبو غريب قال يحيى: أخبرنا، وقال الآخرون: حدثنا وكيع، عن سفيان، عن سلم بن عبد الرحمن، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، مرفوعًا به.
(٢) "علل الترمذي الكبير" (٢٧٩).
قلت: وهذِه المسألة من المسائل الدقيقة، فقد يقال إن شعبة حافظ، وقد روى عن عبد اللَّه بن يزيد النخعي، وروى الثوري عن سلم بن عبد الرحمن، فيحتمل أن يكون لأبي زرعة شيخان، ولكن تصرف مسلم بتقديم رواية الثوري فترجح قول الإِمام أحمد. ونقل الترمذي عن البخاري أنه رأى حديث شعبة صحيحًا.
وقال الترمذي: حديث سلم بن عبد الرحمن، هو صحيح عندهم، ليس فيه كلام، وقد يحتمل أن يكونا روياه جميعًا عن أبي زرعة.
(٣) "مسند أحمد" ٢/ ٤٥٧.
(٤) أخرجه البخاري (٤١٦٢)، ومسلم (١٨٥٩) كلاهما من طريق شبابة بن سوار قال: =