للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فخرجت، ثم جئت ثم رجعت كأني مغيث فقلت يا أبا رافع- وغيرت صوتي- فقال: ما لم لأمِّك الويل، قلت: ما شأنك؟ قال: لا أدرى من دخل عليَّ فضربني، قال فوضعت سيفي في بطنه، ثم تحاملت عليه حتى قرع العظم، ثم خرجت وأنا دَهشٌ، فأتيت سُلَّمًا لهم لأنزل منه فوقعت، فوُثئَت رجلي، فخرجت إلى أصحابي فقلت: ما أنا ببارح حتى أسمع الناعية، فما برحت حتى سمعت نعايا أبي رافع تاجر أهل الحجاز (١). قال: فقمت وما بي قَلَبَة حتى أتينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبرناه».

قال الحافظ: ... وجواز اغتيال ذوى الأذية البالغة منهم، وكان أبو رافع يعادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويؤلب عليه الناس (٢).

١٥٦ - لا تَمنَّوا لقاء العدو

٣٠٢٥ - ثم قام في الناس فقال: لا تمنَّوا لقاء العدوِّ (٣) وسلوا الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا. واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف. ثم قال: اللهم منزِل الكتاب، ومجريَ السَّحاب، وهازم الأحزاب، اهزمهم وانصرنا عليهم» (٤).


(١) لأن أبا رافع كان يؤلب على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
(٢) سئل الشيخ: عن قتل بعض الطواغيت بشكل فردى فقال: لا, هذا يسبب مفاسد ولا يجوز هذا, بمعناه.
(٣) الأقرب والله أعلم تمني إعجابًا بالنفس ورغبة في إظهار العمل, هذا الذي يخشى منه أن لا يثبت عند اللقاء.
(٤) تمني الجهاد وطلب الجهاد عبادة عظيمة لكن على وجه العجب هذا هو الذي ورد فيه النص.