للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال الحافظ: ... قوله: (أمر بقتل الوزغ وقال كان ينفخ على إبراهيم - عليها السلام -) ووقع في حديث عائشة عند ابن ماجه وأحمد «أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه، إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه، فأمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتلها» (١).

٣٣٦٤ - عن سعيد بن جبير قال ابن عباس: «أول ما اتخذ النساء المنطق من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقًا لتعفي أثرها على سارة، ثم جاء بها إبراهيم وبابنها إسماعيل -وهي ترضعه- حتى وضعها عند البيت عند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد، وليس بمكة يومئذ أحد، وليس بها ماء فوضعها هنالك، ثم قفى إبراهيم منطلقًا (٢) ... الحديث ... فلما جاء إسماعيل كذا وكذا، فسألنا عنك فأخبرته، وسألني كيف عيشنا، فأخبرته أنا في جهد وشدة. قال: فهل أوصاك بشيء؟ قالت: نعم، أمرني أن أقرأ عليك السلام، ويقول: غير عتبة بابك. قال: ذاك أبي، وقد أمرني أن أفارقك، الحقي بأهلك. فطلقها (٣). وتزوج منهم أخرى».


(١) إسناده صحيح لولا سائبة مولاة الفاكه بن المغيرة ترويه عن عائشة، وفي التقريب: مقبولة، وحديثها حسن في الشواهد.
(٢) هذه قصة عظيمة من أعظم القصص، جاء بها من الشام ووضعها بأرض ليس فيها أحد ثم ما حصل من مجيء جرهم وبناء بيت الله العتيق، كل هذا من آيات الله العظيمة.
(٣) فيه امتثال إسماعيل لأبيه في كل شيء حتى في الذبح، وفي الحديث الثناء على الله والحث على الخير إذا سئل يقول: نحن بخير وعافية.