للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من أجل حديث تحدث به. فقعدت فقالت: والله لئن حلفت لا تصدقونني، ولئن اعتذرت لا تعذرونني، فمثلي ومثلكم كمثل يعقوب وبنيه، والله المستعان على ما تصفون. فانصرف النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأنزل الله ما أنزل، فأخبرها فقالت: بحمد الله لا بحمد أحد» (١).

٣٣٨٩ - عن ابن شهاب قال: «أخبرني عروة أنه سأل عائشة - رضي الله عنها - زوج النبي - صلى الله عليه وسلم -: أرأيت قول الله {حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} [يوسف: ١١٠] أو كذبوا؟ قالت: بل كذبهم قومهم، فقلت والله لقد استيقنوا أن قومهم كذبوهم وما هو بالظن. فقالت: يا عرية، لقد استيقنوا بذلك. قلت فلعلها «أو كذبوا» قالت: معاذ الله، لم تكن الرسل تظن ذلك بربها وأما هذه الآية قالت: هم أتباع الرسل الذين آمنوا بربهم وصدقوهم وطال عليهم البلاء واستأخر عنهم النصر، حتى إذا استيأست ممن كذبهم من قومهم وظنوا أن أتباعهم كذبوهم جاءهم نصر الله» (٢).


(١) الله أكبر، الله أكبر، الحمد لله.
(٢) المقام مقام عظيم، فإذا قريء بالتخفيف فكيف يظن الرسل، وإذا قريء بالتشديد يعني أيقنوا بتكذيب قومهم فهم ينتظرون نصر الله على قومهم، فلا إشكال هنا والإشكال بالتخفيف، وعروة أشكل عليه الأمر وهو واضح، والقراءة بالتثقيل أظهر وبالتخفيف فيه إشكال كبير.
قلت: قرأ عاصم وحمزة والكسائي وأبو جعفر وخلف ووافقهم الأعمش بالتخفيف مع ضم أوله {كُذِبُوا} وقرأ الباقون بالتثقيل (كُذّبوا) ا. هـ-من الميسر في القراءات الأربعة عشرة.