للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوم الجمعة دُفع إلى المنبر، فصاحت النخلة صياح الصبي، ثم نزل النبي - صلى الله عليه وسلم - فضمه إليه، يئن أنين الصبيِّ الذي يسكَّن. قال: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر عندها» (١).

٣٥٨٦ - عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: أيُّكم يحفظ قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الفتنة؟ فقال حذيفة: أنا أحفظ كما قال. قال: هات، إنك لجريء. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فتنة (٢) الرجل في أهله وماله وجاره تُكفَّرها الصلاة والصدقة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. قال: ليست هذه، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: يا أمير المؤمنين لا بأس عليك منها، إن بينك وبينها بابًا مغلقًا. قال: يُفتح الباب أو يُكسر؟ قال: لا، بل يكسر، قال: ذلك أحرى أن لا يغلق. قلنا: علم الباب؟ قال: نعم، كما أن دون غد الليلة. إني حدثته حديثًا ليس بالأغاليط. فنهينا أن نسأله، وأمرنا مسروقًا فسأله فقال: من الباب؟ قال: عمر».


(١) كان يتكئ عليها النبي - صلى الله عليه وسلم -. قال الحسن: الجذع يحن إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فنحن أحوج إلى الحنين إليه وإلى إتباع سنته.
(٢) وهذه من نعم الله أن الفتنة في المال في المال الأهل والولد تكفرها الأعمال الصالحة, والإنسان يبتلى بهذا الغضب الكلام الذي لا ينبغي فيكفر الله هذا بالأعمال الصالحة, بخلاف الفتنة التي تموج موج البحر فهذه التي أراد حذيفة, بينها وبين عمر بابًا مغلقًا فلما قتل عمر جرى ما جرى من قتل عثمان وتحزب أهل الباطل ثم أدى إلى قتل علي, ولم تزل الفتن تقع بعد ذلك.